أصدر المكتب الإقليمي للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بالناظور، يوم 22 أكتوبر 2024، بيانا استنكاريا يعبر عن استيائه وقلقه الشديدين تجاه فيديو تم تداوله عبر وسائل الإعلام الإلكترونية المحلية، حيث يتضمن الفيديو تصريحات خطيرة لشخص أمام إحدى الثانويات بالمدينة، يوجه فيها اتهامات مغرضة وغير مبررة لمادة الفلسفة، مُدعيًا أن تدريس هذه المادة يسهم في نشر الفكر المتطرف بين الطلاب.
وتعتبر الجمعية هذه التصريحات محاولة خطيرة لتشويه صورة الفلسفة في المجتمع المغربي، حيث أن مضمون الفيديو يعكس جهلًا واضحًا بأهمية الفلسفة كركيزة أساسية في تنمية الفكر النقدي والإبداعي لدى الطلاب. بحسب البيان، فإن هذه الاتهامات تفتقر لأي أساس من الصحة وتعد مجرد ادعاءات كاذبة تهدف إلى التحريض والتأليب ضد تدريس الفلسفة.
كما ان البيان الصادر عن المكتب الإقليمي يؤكد أن الفلسفة هي جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية، ولها دور أساسي في تعزيز قيم الحوار والتفكير النقدي، وهي المادة التي تحظى باحترام واسع من قبل رجال التعليم والمثقفين. الجمعية نبهت إلى خطورة مثل هذه الادعاءات التي قد تفتح الباب أمام إساءة فهم دور الفلسفة في التعليم وتشويه سمعة المدرسين، مما ينعكس سلبًا على الميدان التعليمي ككل.
وفي سياق متصل، أشار البيان إلى أن هذه الاتهامات تأتي مدفوعة بتوجهات أجنبية ومؤثرات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنظومة التعليمية المغربية. ويؤكد المكتب الإقليمي للجمعية أن هذه الهجمات المتكررة على الفلسفة لا تستند إلى أي حقائق ملموسة، بل هي جزء من حملة تهدف إلى نشر الجهل ومحاربة الفكر النقدي الذي يعد من الركائز الأساسية لأي نظام تعليمي متطور، كما أضاف البيان أن الجمعية قدمت بلاغا رسميا إلى الجهات المعنية لتوضيح الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يروج لمثل هذه الأفكار المضللة. ودعت إلى ضرورة حماية الفضاء التعليمي من أي محاولة للتأثير عليه سلبا.
وفي ختام البيان، شددت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الحملات المغرضة التي تستهدف ضرب أحد أهم مواد التعليم في المغرب. وأكدت أن مثل هذه المحاولات لن تثني المدرسين ولا الطلبة عن مواصلة رسالتهم التعليمية والتربوية، داعية إلى التضامن بين جميع الأطراف المعنية لحماية كرامة المدرسين والحفاظ على استقرار المنظومة التعليمية، كما نبهت الجمعية إلى أهمية محاربة الفكر المتطرف بكل أشكاله، سواء عبر الإعلام أو في المؤسسات التعليمية، داعية إلى ترسيخ قيم الحوار والتسامح والانفتاح الفكري الذي تسعى الفلسفة إلى نشره بين الأجيال الشابة.
23/10/2024