تستعد السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية لإطلاق عملية استقطاب جديدة للعمالة الموسمية في القطاع الفلاحي، استعدادًا لموسم جني الفراولة وباقي الفواكه الحمراء في إقليم هويلفا الإسباني، وهي التحضيرات التي تأتي بعد موسم مضطرب شهد تراجعًا ملحوظًا في اليد العاملة المغربية التي توجّهت إلى الحقول الإسبانية برسم الموسم الماضي، حيث انخفض عددهم من حوالي 7500 عاملة وعامل كان متفقا عليه إلى 4500 فقط.
ويواجه قطاع الفواكه الحمراء في إقليم هويلفا الإسباني عجزًا في اليد العاملة يُقدر بنحو 10,000 عامل، مما يضع المنتجين أمام تحدٍّ كبير مع اقتراب موعد الحصاد، لهذا، وفي إطار البحث عن حلول عاجلة، نقل ممثلو النقابات المهنية خلال معرض FruitAttraction، المنظم في مدريد احتياجات القطاع إلى الإدارة العامة لإدارة الهجرة بوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، مؤكدين ضرورة سد هذا العجز الذي يثير مخاوف واسعة في صفوف المنتجين.
من جانبها أبدت الحكومة الإسبانية دعمها لزيادة التعاقدات مع العمال في بلدانهم الأصلية استعدادًا للموسم المقبل، لهذا وبعد النجاح الكبير الذي حققته التجربة التجريبية في غواتيمالا الأسبوع الماضي، والتي تم خلالها اختيار 500 عامل موسمي، يتجه التركيز الآن نحو زيادة أعداد العمال القادمين من كولومبيا وهندوراس والإكوادور، وهي دول حققت نتائج إيجابية في الموسم السابق، وستشهد حصصها زيادة في الحملة القادمة.
في المقابل، يبقى المغرب الشريك الأساسي في هذه العملية، حيث يُعتبر المصدر الأهم والمورد الأكبر للعمالة الموسمية، على الرغم من أن الموسم الماضي كشف عن عدم شغل نحو 3,000 منصب من الحصة المغربية وهو التراجع المفاجئ الذي أحدث خللًا في وفرة اليد العاملة، ما انعكس سلبًا على إنتاجية القطاع، وفتح باب النقاش حول حاجة المزارع الإسبانية إلى توسيع شراكتها مع المغرب، خاصة أن العاملات الموسميات يشكّلن ركيزة أساسية في عملية الحصاد التي تحتاج إلى دقة وسرعة، لهذا، ومع بدء التنسيق الجديد، تعوّل الأطراف المعنية على إحياء الشراكة التقليدية بين البلدين لضمان سير الموسم الحالي دون أي عوائق، وتعويض النقص الذي طبع الموسم الماضي.
ولتفادي تكرار هذا النقص، تعتزم Free Huelva تنفيذ عملية اختيار جديدة في المغرب، مع زيادة عدد العمال المشاركين لضمان سير الحملة دون عراقيل، كما سيتم إطلاق مشاريع تجريبية لاختيار عمال من موريتانيا وغامبيا والسنغال، في إطار برنامج الهجرة الدائرية الذي أعلنت عنه الحكومة الإسبانية في غشت الماضي، مما يعكس توجهًا نحو تنويع مصادر العمالة لسد احتياجات القطاع الزراعي بشكل مستدام.
وفي وقت صرّحت جمعية منتجي ومصدّري الفراولة في هويلفا (Free Huelva) بأنّه سيتم زيادة عدد العمال القادمين من المغرب، الذي يعتبر “المصدر الرئيسي للعمال الموسميين المتعاقد معهم في بلدانهم الأصلية”، مشيرة إلى أنه سيتم تنفيذ عملية اختيار جديدة للعمال في المغرب لتغطية الشواغر الخاصة بعام 2024 وزيادة عدد الأشخاص المشاركين في الحملة الزراعية، أكدت مصادر مسؤولة في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، لمصدر إعلامي ، أن اجتماعا هاما عقد بمدينة طنجة حضره ممثلون عن جمعيات فلاحية إسبانية ومسؤولون مغاربة من “الأنابيك” لتدارس رفع نسبة اليد العاملة التي يتم الاعتماد عليها في هويلفا الإسبانية.
كواليس الريف: متابعة
24/10/2024