في خطوة تصعيدية تعكس التوتر المستمر بين الجزائر وباماكو، أقدمت السلطات الجزائرية مطلع الأسبوع الحالي على طرد الآلاف من طوارق مالي، الذين لجأوا إلى منطقة تنزاوتين هربًا من النزاعات المسلحة في شمال مالي. وفقًا لتقارير إذاعة فرنسا الدولية “RFI”، أُجبر هؤلاء اللاجئون على العودة إلى الأراضي المالية تحت ضغط الإنذارات التي أصدرتها السلطات الجزائرية، حيث تم تهديدهم بإحراق ممتلكاتهم إذا لم يغادروا.
وأكدت التقارير أن العائلات التي تم طردها كانت مضطرة لعبور الوادي الذي يفصلها عن مالي سيرًا على الأقدام، في ظروف قاسية وسط الصحراء، حيث حملت النساء والأطفال الأمتعة الأساسية من ملابس وأغطية. ويبدو أن الجزائر تستهدف فئة معينة من اللاجئين الطوارق، حيث اشتبكت قواتها مع أطراف يُشتبه في تورطها في أنشطة التهريب، مما يبرز طبيعة الوضع المعقد الذي تعاني منه العلاقات الثنائية.
وفي سياق هذه التوترات، شهدت الأمم المتحدة مواجهات كلامية بين ممثلي البلدين خلال الجمعية العامة، حيث اتهم وزير الدولة المالي الجزائر بدعم “الإرهابيين”، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بكلمات قوية تعبر عن رفض بلاده لهذه الاتهامات. تأتي هذه الأحداث في وقت تمر فيه العلاقات الجزائرية المالية بأدنى مستوياتها، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل التعاون الأمني والسياسي بين البلدين.
25/10/2024