شهد أحد شوارع مدينة ازغنغان بإقليم الناظور، مساء الامس الأحد 27 أكتوبر الجاري، حادثا مؤلما ينضاف إلى قائمة المآسي الإنسانية التي تتكرر بسبب تأخر استجابة مصالح الوقاية المدنية.
فقد تعرض طفل يعاني من مرض الربو لأزمة صحية حادة، ما استدعى تدخل عناصر من رجال الأمن الوطني الذين حضروا بسرعة إلى مكان الحادث لمعاينته وتقديم المساعدة.
وبمجرد حضورهم، بادر رجال الأمن إلى ربط الاتصال بمصالح الوقاية المدنية لطلب سيارة إسعاف لنقل المريض المسمى زهير بوكنوجة 14 سنة ، بشكل عاجل، إلا أن عناصر الوقاية المدنية لم تستجب للنداء فورا، ومع استمرار الحالة الصحية للمريض في التدهور، اضطر رجال الأمن إلى معاودة الاتصال مجددا، ليتم أخيرا إرسال سيارة إسعاف بعد ساعتين من النداء الأول، وهي مدة زمنية حاسمة لم يتحملها المريض، وعند وصول سيارة الإسعاف، تم نقل المصاب إلى المستشفى الإقليمي بالناظور، لكنه وصل جثة هامدة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بالطريق.
وكشف الطبيب الرئيسي بالمستشفى الإقليمي، بعد معاينته للجثة، أن حياة المريض كان يمكن إنقاذها لو وصل إلى المستشفى قبل ذلك بنصف ساعة فقط، مما يبرز خطورة التأخير في الاستجابة وتداعياته القاتلة.
وفي ظل هذه الواقعة الأليمة، عبر عدد من فعاليات المجتمع المدني بمدينة ازغنغان عن استيائهم العميق جراء هذا الإهمال، وحملوا إدارة الوقاية المدنية بالناظور مسؤولية وفاة الضحية بسبب عدم التزامها بالاستجابة العاجلة لمثل هذه الحالات الطارئة، وأشار البعض أيضا إلى تحميل جزء من المسؤولية لعناصر الأمن الوطني، الذين كان بإمكانهم الاستعانة بسيارة إسعاف تابعة لجماعة محلية، في ظل امتلاكهم الصفة الضبطية التي تخول لهم حماية الافراد.
28/10/2024