عاد مشروع “مدارس الريادة” إلى واجهة النقاش في الأوساط التربوية، حيث أثار دليل التكوين الخاص بأساتذة الفنون السمعية والبصرية جدلاً واسعاً بعد إدراجه مضامين وصفها بعض الفاعلين بأنها “مخالفة للأخلاق والقيم التربوية”. وانتقد بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي هذه المضامين التي، حسبهم، لا تتناسب مع التلاميذ في سن الإعدادي وقد تخلق تناقضاً مع القيم التي تسعى المؤسسة إلى ترسيخها. وأبدى بعض الأساتذة استياءهم من عرض أفلام ذات مشاهد غير ملائمة، ما قد يعزز توترات داخل الوسط التعليمي، خاصةً إذا استمر تعارض هذه المواد مع الأعراف التربوية.
وفي المقابل، رأى بعض الخبراء أن ما حدث قد يكون مجرد “هفوة” من لجان وزارة التربية الوطنية أثناء المصادقة على الدليل، مؤكدين أن برامج الوزارة تخضع عادةً لرقابة مشددة للتأكد من ملاءمتها مع القيم الدينية والوطنية. ودعا هؤلاء إلى تعزيز اليقظة أثناء فحص البرامج والمناهج، خشية أن تؤدي هذه المضامين المثيرة للجدل إلى فشل تجربة “إعداديات الريادة” التي لا تزال في مرحلتها التجريبية. وطالب الخبراء بإعادة النظر في هذه المضامين وتعديلها لتجنب المساس بالقيم التربوية.
من جانبه، أكد خالد الصمدي، خبير تربوي وكاتب الدولة السابق للتعليم العالي، على ضرورة تدارك هذا الخلل في دليل التكوين، مشدداً على أن مثل هذه المواد لا تتناسب مع بيئة التعليم الإعدادي وقد تتسبب في احتكاكات بين الأساتذة والإدارة الوصية. وأضاف أن على الوزارة تحمل مسؤوليتها في هذا السياق، داعياً لجان المناهج وأولياء الأمور إلى التحرك لضمان تماشي المضامين المعروضة مع القيم والأخلاق التي يتطلع إليها المجتمع.
30/10/2024