في مداخلته أمام مجلس النواب يوم الإثنين 4 نوفمبر 2024، تحدث إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، عن التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع التجارة الخارجية في المغرب، رغم التقدم المحرز على مدى السنوات الماضية. وأكد أن هذا القطاع الاستراتيجي ما زال يعاني من عدد من الإكراهات الهيكلية، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من الابتكار في السياسات العمومية. وأوضح أن غالبية السياسات الحالية تعتمد على الدعم أو الإعفاءات، والتي لم تحقق الأثر المطلوب على المواطن المغربي.
وتطرق السنتيسي خلال رده على كلمة رئيس الحكومة عزيز أخنوش،إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، مثل اللحوم وزيت الزيتون، حيث أشار إلى أن الحكومة دعمت مستوردي الأبقار والأغنام الأوروبية، ما أدى إلى أسعار باهظة تصل إلى 130 درهم للحوم، و2500 إلى 3000 درهم للأغنام، قائلاً إن الدعم ذهب إلى مربي الماشية الأوروبيين بدلاً من المنتجين المحليين. كما انتقد الارتفاع الحاد في أسعار زيت الزيتون، الأعلاف، القمح، الأرز، والأسماك، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يتطلب حلولاً إبداعية.
السنتيسي تساءل عن مدى فعالية المخططات القطاعية الحالية ودعا إلى تقييمها وتصحيح الأخطاء لتفادي تكرارها. كما انتقد السياسات المالية للحكومة، التي وصفها بأنها محاسباتية، تعتمد على تقليص الرسوم الجمركية وزيادة الضرائب على السلع الاستهلاكية دون تقديم رؤية سياسية أو اجتماعية شاملة.
وفي ختام مداخلته، شدد على ضرورة أن تتحلى الحكومة بالجرأة والإبداع في مواجهة التحديات، وتطوير الاقتصاد من خلال تعزيز الإنتاج المحلي لزيادة التنافسية، بدلاً من الاعتماد على تبريرات ظرفية. ودعا إلى سياسات قادرة على خلق الثروة محلياً وحماية التوازنات الاجتماعية، مع التركيز على حلول مستدامة لمواجهة الصدمات الاقتصادية العالمية.
04/11/2024