في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، أصدر عامل عمالة وجدة أنجاد، الوالي الجديد للجهة الشرقية خطيب لهبيل ، تعليماته لرجال السلطة، بمن فيهم الباشوات والقياد، لدفع أعوان السلطة للعمل على تنظيف الطرقات والساحات ، وجمع الأزبال .
وقد قوبلت هذه التعليمات باستياء واسع النطاق بين أعوان السلطة، الذين اعتبروا أن القرار يحمل في طياته إهانةً لمكانتهم المهنية، خاصة وأن هذا النوع من العمل يقع عادةً ضمن اختصاصات الجماعات المحلية.
يشير عدد من أعوان السلطة إلى أن هذا الإجراء يتجاوز الأدوار المعهودة لهم، التي تشمل السهر على الأمن العام ومتابعة الملفات الإدارية والاجتماعية، معتبرين أن تكليفهم بمهام النظافة ، بنفوذ عمالة وجدة أنجاد، فيه خلط غير مبرر للأدوار ، وقال أحدهم، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، في إتصال بجريدة “كواليس الريف” : نحن هنا لخدمة المواطنين والمساهمة في الحفاظ على النظام العام، وليس لتنظيف الشوارع !!.
من جهة أخرى، يعتبر البعض أن تعليمات الوالي لهبيل تهدف إلى تحسين النظافة العامة في الأحياء والطرقات الرئيسية، خصوصاً أن النظافة تُعد من القضايا الملحة في العديد من المناطق بعمالة وجدة … ويفسر هؤلاء الخطوة على أنها دعوة لجميع الأطراف لتحمل المسؤولية الجماعية تجاه الحفاظ على البيئة، وليس تقليلاً من شأن أعوان السلطة.
ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تندرج ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز روح الانضباط والعمل التشاركي، خاصة في ظل التحديات البيئية التي تواجهها المدن والقرى. ورغم ذلك، فإن كثيرين يرون في القرار تجاوزاً للحدود الوظيفية، ويطالبون بإعادة النظر في كيفية توزيع المهام بين مختلف المصالح.
من جانبهم، دعا أعوان السلطة الوالي إلى مراجعة القرار وتحديد اختصاصات كل جهة بوضوح، لضمان عدم المساس بالمهام الأساسية لهم، وتجنب التشويش على مهام الجماعات المحلية المكلفة في الأصل بقطاع النظافة.
يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان هذا القرار سيثمر عن تحسين بيئي فعلي على الأرض، أم أنه سيواجه بمزيد من الانتقادات والمطالبات بتصحيح المسار.
05/11/2024