انطلقت عمليات الدعم المدرسي في مختلف مراكز التقوية والمنازل بمجرد بداية الموسم الدراسي، لتضاف إلى التحديات التي يواجهها التلاميذ داخل الصفوف الدراسية. هذه الدروس، التي تُروج على أنها “مناسبة” وتساعد على الاستعداد للامتحانات طوال العام، أصبحت بمثابة عملية “استقطاب” مستمرة للتلاميذ، في وقت يعاني فيه النظام التعليمي من ضعف في أداء المدارس العمومية والخصوصية.
ويرى متخصصون في التربية أن هناك تطبيعًا اجتماعيًا مع هذه الظاهرة، إذ أصبح العديد من التلاميذ يعتمدون على دروس الدعم خارج المؤسسات التعليمية أكثر من اعتمادهم على ما يُقدّم لهم داخل الفصول الدراسية. ويعزو هؤلاء المختصون هذا الاتجاه إلى تدني مستوى التعليم داخل المدارس، مما دفع الأسر إلى البحث عن بدائل من خلال مراكز الدعم التي تزداد أهمية في الحياة التعليمية للتلاميذ.
مع ذلك، لا يهدف الحديث عن هذه الظاهرة إلى إلغاء أهمية الدعم التربوي، بل يدعو إلى تنظيمه بشكل يضمن العدالة والتوزيع الجغرافي الملائم. محمد الغوال، مستشار تربوي، يؤكد أن الدعم التربوي كان يجب أن يكون مسؤولية المدارس، لكن الظروف الحالية جعلت من المراكز الخاصة والبيوت البديل الأساسي. وفي نفس السياق، يلفت الحسين زاهدي، خبير في السياسات التربوية، إلى أن انشغال التلاميذ بالدروس الإضافية بدلاً من التركيز على التعلم في الفصل، أصبح يشكل واقعًا مستمرًا في المجتمع المغربي.
07/11/2024