شهدت المصالح الصحية في المملكة يومي أمس واليوم تعطلاً كبيراً بسبب الإضراب الشامل الذي نظمه التنسيق النقابي الوطني في القطاع الصحي. وشمل الإضراب جميع المستشفيات والمرافق الصحية باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش على مستوى الوطن. ووفقاً للمصادر النقابية، فإن الإضراب حقق نجاحاً كبيراً بنسبة مشاركة تجاوزت 90%، مما يعكس الدعم الكبير الذي حظي به من قبل العاملين في القطاع الصحي الذين يواجهون تحديات كبيرة بسبب التهميش المستمر.
وفي هذا السياق، أكد حبيب كروم، عضو المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للصحة، أن الإضراب كان ناجحاً في جميع الأقاليم، حيث تجاوزت نسبة المشاركة 95% في مختلف المؤسسات الصحية. وأشار إلى أن هذه المشاركة تعكس الإجماع بين جميع فئات العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وإداريين على القضايا التي تسببت في تصعيد الاحتقان داخل القطاع. وأوضح كروم أن المطالب تركز على ضمان الاستقرار المهني والحفاظ على مكتسبات العاملين، في مقدمتها مركزية الأجور والاحتفاظ بصفة موظف عمومي، وهو أمر أصبح مهدداً نتيجة للتعديلات المقترحة.
من جهته، أشار حمزة إبراهيمي، عضو التنسيق النقابي بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى أن الإضراب الوطني الذي نظم في السابع والثامن من نوفمبر عكس حجم الاستياء المتراكم في القطاع. ولفت إلى أن الحكومة ووزارة الصحة قد تراجعتا عن تنفيذ بنود اتفاق 23 يوليو 2024، ما أدى إلى تفاقم الأزمة. وأكد إبراهيمي أن مشروع قانون المالية لعام 2025 يتضمن مساساً خطيراً بالحقوق الوظيفية لمهنيي الصحة، مشيراً إلى أن أي تراجع عن هذه الحقوق سيؤدي إلى تصعيد نضالي كبير من قبل التنسيق النقابي، الذي لا يزال متمسكاً بمطالبه المشروعة.
08/11/2024