مرة أخرى تعود إلى الواجهة احتجاجات بعض ساكنة إقليم الحسيمة بسبب المشاكل التي يواجهونها في قطاع الكهرباء، خاصة في المناطق التابعة للجماعات الترابية القروية والجبلية، حيث الإنقطاع المتكرر والمفاجئ، تلف المحولات لعدم تناسب طاقتها مع الضغط الممارس عليها، علاوة على استمرار مشكل تساقط الأعمدة الكهربائية المتهالكة وتعريض حياة السكان للخطر.
وعلمت “كواليس الريف” أن الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء، وعلى خلفية توالي احتجاجات وشكايات ساكنة عدد من المناطق بالإقليم، بصدد إجراء تحقيق وافتحاص وتقييم عمليات تدبير الأشغال المتجزة لصالح الغير وصيانة شبكة التوزيع وجودة الخدمات المقدمة للزبناء داخل المديرية الإقليمية للحسيمة، داعية الإدارة الجهوية إلى التاكد من الإلتزام الدقيق بالأحكام والقوانين الجاري بها العمل .
وكانت أخر هذه الإحتجاجات تلك التي اندلعت يوم الاثنين 4 نونبر الجاري بعد خروج العشرات من سكان دوار “عزابة تلفونت” بجماعة عبد الغاية السواحل، قيادة إكاون بإقليم الحسيمة، في مسيرة احتجاجية وتنظيمه لوقفة أمام مقر القيادة احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي منذ ما يقرب من أربعة أشهر، وعلى ما اعتبروه تغييرا حصل في نوعية المحول الكهربائي المقرر تركيبه.
وعبرت الساكنة خلال وقفتها الإحتجاجية عن رفضها الشديد لما اعتبرته تغييرا في طبيعة وجهد المحول الكهربائي الذي استفادو منه من 160 kva إلى 100 kva ، بعد تلف المحول السابق الذي احترق منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، وهو الرفض الذي أتي بمبرر أن المحول ذو الجهد 100 kva لن يفي باحتياجاتهم اليومية ولن يعالج مشاكل الإنقطاع المتكرر في الكهرباء.
وعلمت الجريدة من مصادر مسؤولة أن لجنة مختلطة، مكونة من قائد قيادة “اكاون”، رئيس الجماعة، رئيس المركز الترابي للدرك الملكي، ممثلين عن المكتب الوطني للكهرباء ب”اساكن” والحسيمة، ومسؤول بالقوات المساعدة، انتقلت يوم أمس، الثلاثاء 2024/11/05 إلى دوار “عزابة تلفونت” من أجل البحث ودراسة وضعية الدوار من حيث سلامة التجهيزات التقنية وحصر المنازل المتواجدة بالدوار لمعرفة جهد المحول الكهربائي المناسب لهم.
وأفادت ذات المصادر أنه بعد المعاينة الميدانية من طرف اللجنة التقنية تبين أن المحول الكهربائي ذو الجهد kva100 كاف لتزويد ساكنة الدوار بالكهرباء اعتمادا على حسابات تقنية معمول بها في هذا المجال، كما تبين للجنة خلال هذه المعاينة تواجد مجموعة من المنازل، حوالي 35 منزلا، على مسافة بعيدة من المحول الكهربائي الشيء الذي يشكل صعوبة في ايصال التيار الكهربائي بجهد كاف.
ذات اللجنة عاينت خلال مهمتها مجموعة من الأعمدة المتساقطة بالدوار بسبب انجراف التربة، كما تواصلت اللجنة بعين المكان مع الساكنة في محاولة لإقناعهم بان المحول الكهربائي ذو الجهد 100 kva كاف لهم، خصوصا وان عدد منازل الدوار لا يتحاوز 160 منزلا، وذلك يفرض عدم قبول طليم في تركيب محول ذو الجهد 160 kva.
وحسب عدد من المصادر المحلية من ساكنة دوار “عزابة تلفونت” فالتشبث والإصرار بالمطالبة بتركيب محول كهربائي من فئة 160 kva يجد مبرره في معاناتهم السابقة مع ضعف التيار الكهربائي قبل تلف المحول الحالي منذ قرابة أربعة أشهر، علاوة على أنهم سيق وتلقوا وعودا من طرف مسؤولين محليين بتركيب محول كهربائي ذي الجهد 160 kva.
وتساءل عدد من سكان الدوار عن مصير المحول الكهربائي ذي الرقم 1607617 ومن فئة 160 kva الذي كان قد سحبه من مخزن المكتب الوطني للكهرباء بمدينة طنجة يوم 01/11/2024، وعما إذ كان ذلك السحب يهم تخصيصه لدوار “عزابة تلفونت” بجماعة عبد الغاية السواحل أو كان موجها لمنطقة ووجهة أخرى غير هذا الدوار.
وللإشارة فحل مشاكل انقطاع وضعف التيار الكهربائي، تساقط الأعمدة الكهربائية وتلف المحولات تشكل أهم مطالب الساكنة والمجالس الترابية بإقليم الحسيمة حيث رصد الموقع العشرات من الشكايات والملتمسات التي تقدم بها رؤساء عدد من الجماعات الترابية، كما كانت من ابرز النقاط التي ترد في جدول أعمال الدورات التي تعقدها.
وفي هذا السياق فالمكتب الوطني للكهرباء بالحسيمة يتوصل باستمرار بتقارير من السلطة المحلية والإقليمية بشأن شكايات المواطنين حول انقطاع التيار الكهرباىي وتساقط الأعمدة، وبالخصوص خلال فصل الشتاء وسوء الأحوال الجوية، حيث تظل حياة عدد من السكان بالقرى والمداشر عرضة لخطر الأسلاك الكهربائية العارية الواقعة في الطرقات والحقول .
09/11/2024