في ظل استمرار التوترات بين المواطن والنظام الصحي بالمغرب، يتزايد الجدل حول الدور الذي تلعبه المصحات الخاصة، خصوصا في المدن الكبرى، حيث يشتكي العديد من المواطنين من استغلال صارخ ، وجشع غير مبرر من طرف بعض هذه المؤسسات الصحية.
أحد الأمثلة التي تعكس هذا الوضع، حالة سيدة مقيمة بالخارج قررت اللجوء إلى مصحة الشفاء متعددة التخصصات بوجدة بعد تعرضها لوعكة صحية في ركبتها، لكن، بدلا من تلقي العلاج المناسب، فوجئت باستقدام أطباء لا علاقة لتخصصاتهم بحالتها، ليتم استدعاء طبيب مختص في الطب الباطني وآخر مختص في أمراض الرأس، رغم أن مشكلتها تتعلق فقط بالركبة.
وعندما حاولت فهم السبب وراء هذا الإجراء، تبين أن الغاية كانت على ما يبدو زيادة عدد الاستشارات ورفع الفاتورة، حيث في النهاية، وجدت نفسها مطالبة بدفع مبلغ 4000 درهم ، دون تلقي علاج مناسب .
وبالطبع هذه الحالة ليست استثناء، بل تعكس مشكلة أعمق تتمثل في غياب الرقابة الفعالة على المصحات الخاصة، التي أصبحت في نظر العديدين مؤسسات تجارية تسعى إلى تحقيق الأرباح بدلًا من تقديم الخدمات الطبية اللازمة.
ورغم وجود قوانين وإجراءات تهدف إلى تنظيم عمل المصحات، إلا أن ضعف تطبيق هذه القوانين يفتح الباب أمام التجاوزات، فمن يحاسب المصحات التي تقدم خدمات غير ضرورية أو تبالغ في تسعيرها؟
09/11/2024