تشهد منطقة الريف الكبير حالة من التوتر السياسي المتزايد نتيجة تصاعد الغضب بين منتخبي الأحزاب الثلاثة المشاركة في الحكومة، الذين يتهمون قيادات أحزابهم باتباع سياسات إقصائية تجاه المنطقة وأقاليمها الستة. هذه السياسات، التي يعتبرها المنتخبون المحليون تهميشًا واضحًا، أدت إلى استياء عميق وتهديد باتخاذ خطوات تصعيدية تصل إلى الهجرة الجماعية من تلك الأحزاب.
ورغم تعداد سكان الريف الكبير بأقاليمه الستة ( بركان ، الناظور ، الدريوش ، جرسيف ، شمال تازة ، والحسيمة ) الذي يقارب مليونين ونصف مليون نسمة ، تعاني المنطقة من أقصائها من التمثيلية السياسية داخل الأحزاب الكبرى، إذ لم يتمكن أي منها من تمثيل مصالح المنطقة بشكل عادل في أجهزتها القيادية. وعلى سبيل المثال، فقد حاول حزب الأصالة والمعاصرة مؤخرًا معالجة بعض هذه الاختلالات عبر تعيين فاطمة السعدي في مكتبه السياسي خلفًا لأبو الغالي. ومع ذلك، أثار القرار موجة من الانتقادات، حيث اتُخذ دون انتخابات شفافة، ما اعتبره بعض الأعضاء تجاوزًا للقوانين الداخلية.
كما طالت ممارسات الإقصاء شخصيات بارزة مثل نور الدين مضيان، القيادي في حزب الاستقلال وأحد الأصوات المعارضة المعروفة، حيث تم استبعاده من المكتب السياسي للحزب في خطوة وصفها متابعون بأنها “مقلب سياسي” من قيادة الحزب، بتسخير رفيعة المنصوري، كرد فعل على معارضته المستمرة لقيادة الحزب ، كذلك الشأن بالنسبة لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي أقصى الأقاليم الستة من أي تمثيلية في المكتب السياسي .
وحسب مصادر مطلعة، فإن المنتخبين المحليين من الأحزاب الثلاثة يدرسون اتخاذ إجراءات حازمة ضد هذه السياسات، من بينها مغادرة جماعية للأحزاب في رسالة احتجاجية واضحة ضد ما يرونه تهميشًا ممنهجًا للمنطقة.
وقد دعت العديد من الأصوات من داخل وخارج الريف إلى ضرورة مراجعة الأحزاب لسياساتها وإجراء إصلاحات جوهرية تعزز من عدالة التمثيل وتحد من ممارسات الإقصاء، مشددين على أهمية تعزيز الشفافية في اتخاذ القرارات للحفاظ على الاستقرار السياسي.
11/11/2024