حذر إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ووزير الميزانية السابق، من أن التأخر في معالجة الإشكالات المرتبطة بتعميم الحماية الاجتماعية قد يهدد مستقبل هذا الورش، معتبرًا أنه “يدق ناقوس الخطر”. جاء ذلك خلال ندوة حول مشروع قانون المالية، حيث أشار إلى أوجه القصور في أداء الحكومة الحالية، خصوصًا في تعميم التغطية الصحية. وأبرز أن إدماج مليوني مستفيد إضافي بين 2022 و2024 في “أمو تضامن” يكشف عن ثغرات كبيرة في التحويل الأوتوماتيكي من “راميد”، إذ استُبعد ملايين المستفيدين رغم صلاحية بطاقاتهم.
وأشار الأزمي إلى أن عدد المستفيدين من التأمين الصحي الإجباري لفئة المهنيين والعاملين المستقلين لا يتجاوز 3.9 مليون شخص، بعيدًا عن الهدف المعلن ببلوغ 11 مليون مستفيد. كما أظهر أن نحو 9 ملايين مغربي لا يزالون خارج منظومة التغطية الصحية، مما يجعل تحقيق هدف إدماج 22 مليون مستفيد في التأمين الإجباري عن المرض شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية. وانتقد الأزمي أيضًا إلغاء برنامج “مليون محفظة” لصالح دعم مالي مباشر لا يلبي احتياجات الطلاب، حيث حُرم أكثر من 1.8 مليون طالب من الاستفادة السابقة، متسائلًا عن أسباب تقليص دور الشركات المساهمة في البرنامج.
في سياق آخر، تساءل الأزمي عن تأخر الحكومة في تنفيذ التزاماتها، مثل برنامج “مدخول الكرامة” لكبار السن، الذي تحوّل إلى منح بقيمة 500 درهم شهريًا بدلًا من الجدول الزمني الموعود. كما انتقد خفض الدعم المخصص للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، حيث تم تخصيص 200 مليون درهم فقط عام 2024 من أصل 500 مليون وعدت بها الحكومة. وأكد الأزمي أن هذه السياسات تسلط الضوء على غياب رؤية شاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوسيع نطاق الحماية للفئات الهشة.
11/11/2024