تشهد منطقة الريف المغربية في السنوات الأخيرة ظاهرة مثيرة للجدل تتعلق بتزايد عدد المواقع الإخبارية الإلكترونية التي يعمل فيها بعض الأفراد المرتبطين بأقسام الشؤون الداخلية ، كأعوان سلطة .
وفقًا لمعطيات حصرية تحصلت عليها جريدة “كواليس الريف” ، يشغل عدد من هؤلاء الأفراد أدوارًا في المواقع الإخبارية بالناظور، الدريوش، والحسيمة، مما أثار تساؤلات حول طبيعة علاقتهم مع الإدارة الترابية ومدى تأثيرها على استقلالية الإعلام وحياده.
تُظهِر المعلومات، على سبيل المثال، أن بعض العاملين بهذه المواقع.، وعددهم , بإقليم الناظور 13 ملحقا بالعمالة كشيوخ ومقدمين ، إقليم الدريوش 7 أشخاص , وإقليم الحسيمة ب 11 عونا للسلطة في زي إعلاميين ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ، مدير موقع “أخبار الريف” في إقليم الحسيمة، كان قد عمل كعون سرّي لنقل المعلومات حول الحراك الاجتماعي في المنطقة. وتأتي هذه العلاقات في سياق حصول الموقع على دعم مالي من مؤسسات محلية، مثل المجلس الإقليمي للحسيمة وبعض الجماعات الترابية، من خلال جمعية زوجته ، ما يفتح الباب للتساؤل حول دور هذه المواقع وهل تستخدم كأدوات لنقل معلومات لصالح الإدارة.
من جانب آخر، يشير عدد من نشطاء المجتمع المدني إلى أن هذه الممارسات تهدد استقلالية الإعلام، حيث يُفترض أن يكون الإعلام وسيلة لنقل الحقيقة بشكل موضوعي دون تدخلات أو تأثيرات من أطراف رسمية. وقد ازدادت الدعوات إلى فتح تحقيقات مستقلة حول هذه المواقع، للتأكد من دورها الحقيقي، وما إذا كانت توظَّف لخدمة أجندات معينة على حساب المهنية الصحفية.
ويُطرح في هذا السياق النقاش حول أهمية الحفاظ على معايير الشفافية والحياد في العمل الإعلامي، وخاصة في مناطق مثل الريف ذات الحساسية الاجتماعية ، كما تتنامى المطالبات بإرساء معايير تضمن عدم توظيف الإعلام لخدمة أهداف لا تتماشى مع رسالته الأساسية، ولتعزيز دوره كركيزة أساسية في المجتمعات الديمقراطية.
12/11/2024