يُعتبر أحمد البواري، المُلقب بـ”مهندس الماء”، نموذجًا للعمل الجاد البعيد عن الأضواء. طبع مساره المهني بمسيرة استثنائية، حيث نجح في مواجهة تحديات الجفاف التي عصفت بالمغرب لسنوات. كان له دور حاسم في إطلاق مشاريع استراتيجية، أبرزها مشروع “أوطوروت الماء”، الذي أنقذ مدينتي الرباط والدار البيضاء من العطش في وقت قياسي. كما ساهم في تعزيز الأمن الغذائي من خلال محطة تحلية المياه في اشتوكة، التي أصبحت أملًا للفلاحين والمزارعين في سوس.
البواري، المولود سنة 1964 في دائرة زومي بوزان، عاش طفولة بسيطة بين العمل في الحقول والطموح العلمي. رغم تحديات اللهجة والمادة، تمكن من التفوق الدراسي منذ نعومة أظافره، وواصل تعليمه حتى التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. هناك، لم يكتفِ بتطوير مهاراته الهندسية، بل أظهر شغفًا بتطوير ذاته من خلال لعبة الشطرنج، التي صقلت مهاراته في التفكير والتحليل.
منذ بداية مسيرته المهنية في وزارة الفلاحة عام 1989، تميز البواري بالصبر والعمل الدؤوب، متحديًا القيود الإدارية وضعف الإمكانيات. استطاع كسب ثقة المسؤولين تدريجيًا حتى أصبح مديرًا لإدارة الري، ثم وزيرًا، ليكرّس خبراته في مواجهة أزمة المياه. اليوم، يعمل على تنفيذ خطط طموحة لضمان جودة المنتجات الزراعية وتحقيق الأمن المائي، مع رؤية مستقبلية تسعى إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي للمغرب.
14/11/2024