في أكتوبر 2024 , زار مسؤول إيراني كبير الرباط بترتيب سري من قطر والسعودية ، مما يعكس محاولات غير رسمية لفتح قنوات دبلوماسية بين البلدين. هذه الزيارة جاءت في سياق إعادة إيران تموضعها الاستراتيجي بعد تحقيق مصالحة مع السعودية بوساطة صينية في مارس 2023، وهو ما اعتبر تحولًا في سياستها الإقليمية.
التحرك الإيراني يأتي وسط توتر العلاقات بين إيران والجزائر، وهو ما يدفع طهران للبحث عن تقارب مع المغرب، رغم العقبات الكبيرة التي تعترض هذا المسار. من أبرز تلك العقبات دعم إيران لجبهة البوليساريو، وتوريدها الأسلحة للجبهة، مما يمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة أراضي المغرب وأمنه القومي. ومع ذلك، تسعى إيران لطمأنة المغرب وتهدئة مخاوفه الأمنية.
لكن الموقف الجيوستراتيجي للمغرب، وعلاقاته الوثيقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، يضعان قيودًا على أي تقارب محتمل مع إيران.
ويُعتبر ملف الصحراء المغربية في مقدمة أولويات المغرب في أي مفاوضات، حيث يرفض أي تقارب دون تخلي طهران عن دعم البوليساريو.
في ظل هذا الوضع، يبدو أن بعض الدول العربية تحاول الوساطة بين البلدين لدفعهما نحو تبني سياسة أكثر براغماتية تستند إلى المصالح المشتركة ، ومع ذلك، يظل المغرب متحفظًا ويضع شروطًا صارمة لأي تقارب، خصوصًا فيما يتعلق بقضية الصحراء.
رغم ذلك، يشير المعهد إلى أن تبريد العلاقات بين إيران والجزائر قد يفتح آفاقًا لتطور إيجابي محتمل في العلاقات المغربية الإيرانية على المدى المتوسط، في حال أظهرت إيران تغييرات ملموسة في سياستها تجاه البوليساريو.
14/11/2024