كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن تداعيات ومخاطر توحل السدود المغربية، في ظل أزمة الماء الذي يجتاح المملكة في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن التوحل من بين أكبر التحديات البيئية الذي يهدد تدبير الموارد المائية في المغرب، ويتسبب في تقليص القدرة التخزينية لحقينات السدود، كونها من الركائز الأساسية لتأمين المياه لمختلف الاستخدامات، سواءً الزراعية، أو الصناعية، أو الاستهلاكية.
ويرجع التوحل إلى عوامل طبيعية وبشرية، أبرزها التعرية والتجريف الطبيعي، الذي ينتج عن الأمطار الغزيرة والسيول التي تجرف كميات كبيرة من التربة والرواسب نحو الأودية التي تغذي السدود.
الأنشطة البشرية، واحد من أسباب التوحل، والتي تشمل إزالة الغطاء النباتي بسبب الزحف العمراني، والأنشطة الزراعية غير المستدامة، وقطع الأشجار في المناطق الجبلية، مما يزيد من معدل التعرية، وفق البركة في رسالة جوابيه على الفريق الحركي بمجلس النواب.
ويتسبب غياب التدابير الوقائية، مثل ضعف برامج التشجير أو صيانة الغطاء النباتي المحيط بالمسطحات المائية، في توحل السدود أيضا.
ويؤدي توحل السدود إلى تقليص السعة التخزينية للسدود، بفعل تراكم الأوحال التي تتسبب في فقدان نسبة مهمة من قدرة السدود على تخزين المياه.
ويسبب، فضلا عن ذلك، توحل السدود في رفع كلفة الصيانة، بالنظر إلى أن إزالة الأوحال من السدود يتطلب ميزانيات ضخمة، وهو ما يثقل كاهل الجهات المسؤولة عن تدبير الموارد المائية.
ويؤثر التوحل على جودة المياه، التي تتأثر بالترسبات الطينية، ما يجعلها أقل صلاحية للشرب أو للاستخدام الصناعي.
ومما لا شك فيه، يفاقم التوحل أزمة ندرة المياه، وذلك مع انخفاض القدرة التخزينية للسدود، تصبح المملكة أكثر عرضة لأزمات الجفاف.
ولمواجهة هذه الظاهرة، لفت البركة إلى أن وزارته عملت على تحيين سعة حقينات السدود، كما يتم اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، من بينها تشجير وتهيئة الأحواض المنحدرة في عالية السدود، بإشراف الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وتحد هذه التقنية من توحل السدود بنسبة حوالي 25 في المائة.
كواليس الريف: متابعة
19/11/2024