مع اقتراب موعد الانتخابات الجزئية في عمالة المضيق الفنيدق، تزداد حدة التوترات بين الأحزاب السياسية الكبرى في المنطقة، حيث يتنافس كل من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة على شغل مقعدين شاغرين في دائرتين انتخابيتين قرويتين. ورغم الصراع الحزبي الظاهر، تكشف هذه الانتخابات عن أبعاد أعمق تتعلق بالولاءات السياسية والعلاقات العائلية التي تشكل محور التحركات في هذا المشهد السياسي المحلي.
من اللافت غياب أحزاب اليسار عن هذه المعركة الانتخابية، ما يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الانسحاب. فعلى الرغم من أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان يعد من القوى السياسية البارزة في المنطقة، إلا أنه اختار الابتعاد عن الترشح، رغم وجود شخصيات محسوبة عليه تتولى مسؤوليات محلية هامة. ويرى المراقبون أن هذا الغياب لا يعدو كونه نتيجة لتراجع نفوذ الحزب في المنطقة، إضافة إلى وجود علاقات شخصية وعائلية تربط بعض قياداته مع مرشحي الأحزاب المنافسة.
ورغم التحالف الحكومي بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة على المستوى الوطني، فإن التنافس بينهما في هذه الدوائر يبرز إشكالية أوسع تتعلق بالتحالفات السياسية المحلية. فبينما يدفع الأمين الإقليمي للأصالة والمعاصرة، محمد العربي المرابط، نحو خوض المعركة، يرفض بعض قادة الحزب المحليين المشاركة فيها، ما يعكس الانقسامات الداخلية في تقييم أهمية هذه الانتخابات. ويعكس هذا التنافس المستمر حقيقة أن الولاءات العائلية والشخصية باتت العامل الحاسم في تحديد مواقف الأحزاب، متجاهلة أحيانًا الاستراتيجيات الحزبية العامة.
20/11/2024