احتضنت العاصمة المغربية الرباط النسخة الرابعة من “المنتدى الإقليمي رفيع المستوى حول الاستقرار المالي”، بمشاركة محافظي البنوك المركزية الإفريقية وممثلي الهيئات التنظيمية الدولية والقارية. المنتدى، الذي يُنظم تحت إشراف بنك المغرب وبتعاون مع وزارة الاقتصاد والمالية وهيئات الإشراف المالي المغربية، ركز في يوميه (26 و27 نونبر) على دراسة تحديات الاستقرار المالي في ظل الأزمات المتصاعدة، بما في ذلك المخاطر الجيو-اقتصادية والتغيرات السياسية.
خلال كلمته الافتتاحية، شدد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، على أهمية الاستقرار المالي في إفريقيا وسط التحديات الناشئة، مستعرضًا الصدمات المتكررة التي أضعفت اقتصادات العالم منذ الجائحة، مثل النزاعات المتزايدة، والظواهر المناخية المتطرفة، والضغوط التضخمية. كما أشار الجواهري إلى التحولات العميقة في النماذج الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن الانقسامات الجيو-اقتصادية والرقمنة المتسارعة تُفاقم من حالة عدم اليقين وتولد مخاطر جديدة يصعب التعامل معها.
في السياق ذاته، نوّه والي بنك المغرب بجهود البنوك المركزية في كبح التضخم دون التسبب في ركود اقتصادي، واصفًا ذلك بـ”الإنجاز التاريخي”. كما سلط الضوء على التحديات التي تواجه إفريقيا، مثل الارتفاع في الدين الخارجي، والتهديدات السيبرانية، وعدم الجاهزية الكافية للاستفادة من الابتكارات التكنولوجية. ورغم هذه التحديات، أكد الجواهري على الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها القارة، لا سيما رأسمالها البشري وثرواتها الطبيعية، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتعزيز التنمية الشاملة والاستفادة من الفرص التي توفرها منطقة التجارة الحرة القارية.
26/11/2024