تشهد الجمعية الإقليمية لتطوير وتعميم التعليم ببركان أزمة حقيقية تهدد جودة الخدمات التعليمية التي تقدمها لآلاف التلاميذ، خصوصًا في المناطق القروية والنائية،
هذه الجمعية التي أُنشئت بهدف دعم التعليم وتطويره، أصبحت الآن في قلب صراعات إدارية ومالية تضع مستقبل التلاميذ على المحك.
وتوجه أصابع الاتهام نحو رئيسة الجمعية بسبب تقلب أسلوبها الإداري وصراعاتها المستمرة مع الموظفين، وفق مصدر مقرب ، وتجمع شهادات عديدة على أن الرئيسة تمارس سياسة تعسفية أثرت سلبا على مناخ العمل، حيث تعم الفوضى التامة، ليس فقط في أوساط المدرسين، بل أيضا بين السائقين والمراقبين والمرافقات، حيث ان هذه الصراعات عطلت سير العمل وأضعفت الخدمات الأساسية التي تقدمها الجمعية، في وقت يحتاج فيه التلاميذ إلى دعم تعليمي مستقر ومتكامل.
وكما يعد النقل المدرسي واحدا من أهم الخدمات التي تقدمها الجمعية، خصوصا للتلاميذ في المناطق النائية، لكن بعض التقارير تشير إلى سوء تدبير كبير يطال هذا القطاع، بدءا من شبهات فساد في صفقات صيانة الحافلات وشراء الوقود وقطع الغيار، وصولًا إلى تدهور حالة الحافلات بشكل يهدد سلامة التلاميذ.
وما يزيد الوضع سوءا هو الاكتظاظ الكبير داخل الحافلات، إذ يُجبر التلاميذ على التنقل في ظروف غير آمنة، وسط شكاوى مستمرة من أولياء الأمور بشأن غياب الرقابة وضعف الصيانة، كما تبرز تقارير أخرى عن تجاوزات بعض السائقين، خاصة في جماعة الشويحية، حيث يسود التوتر والفوضى بين العاملين بسبب محاولات البعض فرض السيطرة على زملائهم.
وأمام هذه الأوضاع، أعرب العديد من أولياء الأمور عن استيائهم العميق من تدني جودة الخدمات المقدمة لأبنائهم، فالاكتظاظ وغياب الصيانة الدورية للحافلات يزيدان من المخاطر، في حين لا يجد أولياء الأمور أي جهة رقابية تُلزم الجمعية بتحسين أدائها وضمان سلامة التلاميذ.
ويبقى قطاع التعليم في إقليم بركان في حاجة ماسة إلى إصلاح جذري يعيد الثقة إلى الجمعيات الداعمة لهذا القطاع الحيوي، بينما يظل التلاميذ وأولياء أمورهم الحلقة الأضعف في هذه الأزمة، يتعين على المسؤولين التحرك سريعًا لتجنب المزيد من الأضرار التي قد تنعكس على مستقبل الأجيال القادمة.
27/11/2024