أصبحت العديد من المدن المغربية تعاني من تفاقم ظاهرة الكلاب الضالة، نتيجة غياب السياسات الفعالة للحد منها، ورغم أن هذه الظاهرة تطرح إشكالات صحية وأمنية للمواطنين، إلا أن الأساليب المتبعة للتعامل معها غالبا ما تفتقر إلى البعد الإنساني .
وتشهد مدينة جرادة على غرار باقي المدن في الآونة الأخيرة، حالة مأساوية تمس الكلاب الضالة التي أصبحت ضحية لأسلوب قاس في التعامل، وذلك بإطلاق النار عليها بشكل عشوائي، حيث أن المشهد الذي تناقلته الأحاديث والصور، مثل تلك التي التُقطت بالقرب من قيسارية حاسي بلال، يكشف عن معاناة شديدة لهذه الحيوانات التي تترك تعاني من إصاباتها دون رحمة .
ويبدو أن السلطات بمدينة جرادة، اختارت اللجوء إلى الحلول السريعة والمباشرة عبر إطلاق النار على الكلاب الضالة، ولكن بدلا من القضاء عليها فورا، تترك الكلاب المصابة تتألم لساعات، بل ربما لأيام، وهو أمر يثير استياء المواطنين ويعكس غياب التخطيط المحكم لهذه العملية.
وقد تسبب هذا الوضع في موجة غضب بين سكان جرادة ونشطاء حقوق الحيوان، الذين طالبوا بتطبيق حلول أكثر إنسانية ومراعاة لمبادئ الرفق بالحيوان، والتي تشمل في التعقيم والتطعيم، وإنشاء ملاجئ مخصصة لإيواء الكلاب الضالة، حيث يرى هؤلاء أن التعامل الرحيم مع هذه الكائنات لا يعكس فقط احتراما للحياة، بل يظهر أيضا رقي المجتمعات وتقدمها.
29/11/2024