التناول الإعلامي الجزائري الموالي للنظام العسكري غالبًا ما يحاول خلق قصص تحمل طابع الإثارة، بهدف تحويل الأنظار عن الأوضاع الداخلية المتأزمة. الادعاءات الأخيرة المتعلقة بـ”شبكة تهريب المهاجرين المغاربة” ليست استثناءً، إذ تبدو كجزء من استراتيجية تعتمد على استثمار خطاب العداء ضد المغرب لإثارة المشاعر الوطنية وصرف النظر عن القضايا الحقيقية التي يعاني منها المواطن الجزائري.
التقرير الذي يروّج لعملية أمنية في تلمسان يتحدث عن “شبكة دولية” بزعامة مغربية، في محاولة واضحة لتأطير المغرب كعدو دائم، وهي تهم لطالما استُخدمت لتبرير الاعتقالات العشوائية التي طالت مغاربة في الجزائر.
ردود الفعل الساخرة من قبل نشطاء مواقع التواصل، سواء من المغاربة أو من العرب، تُظهر وعيًا متزايدًا بهذا النمط من الأخبار الدعائية. السخرية التي ترافق هذه التصريحات تُبرز فقدان المصداقية لدى الجهات المروجة لهذه الروايات، حيث يصعب على المتابعين تصديق أن الجزائر أصبحت فجأة “وجهة حلم” للمهاجرين المغاربة، بينما الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر نفسها تدفع الآلاف من شبابها للبحث عن حياة أفضل خارج حدودها.
29/11/2024