التطورات الأخيرة تعكس تغييرات جذرية في الديناميكيات الجيوسياسية في إفريقيا، خصوصًا في العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة. إعلان تشاد إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، بجانب توجه السنغال نحو تقليص الوجود العسكري الفرنسي، يشير إلى تصاعد موجة من الرغبة في تعزيز السيادة الوطنية وتنويع الشراكات الاستراتيجية بعيدًا عن النفوذ التقليدي الفرنسي.
تشاد، التي وصفت القرار بـ”التحول التاريخي”، تسعى لإعادة تعريف دورها كدولة ذات سيادة، متزامنًا مع مرور أكثر من ستة عقود على استقلالها. من جهة أخرى، تصريحات الرئيس السنغالي حول إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية في بلاده تؤكد رفضًا متزايدًا للوجود العسكري الأجنبي كعنصر يتعارض مع السيادة الوطنية.
هذه التحولات تتزامن مع تقلص النفوذ الفرنسي في إفريقيا، بعد سلسلة من الانقلابات في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي دول انتقلت بشكل ملحوظ إلى تعزيز علاقاتها مع قوى أخرى مثل روسيا والصين.
التحديات التي تواجهها فرنسا في المنطقة تعكس تغير موازين القوى لصالح لاعبين جدد وتطلعات إفريقية أكبر لتحقيق الاستقلالية السياسية والاقتصادية.
29/11/2024