قدم الأستاذ الباحث إدريس المحمدي مجموعة من التنبيهات النقدية حول الجدل الأخير الذي أثير في المغرب بشأن مفهوم العلمانية، على إثر التصريح الذي أدلى به أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال جلسة الأسئلة الشفهية في مجلس النواب، وكذلك التوضيحات التي نشرها عبر وسائل الإعلام. وقد تناول المحمدي في مقال له العديد من النقاط التي تتعلق بالعلاقة بين العلمانية والدين، وحرية التديّن، والتنافس بين المتدينين والعلمانيين، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في هذا النقاش الحساس.
أولى المحمدي تنبيهًا لوزير الأوقاف، حيث اعتبر أن طرح مصطلح “العلمانية” بشكل عابر قد يؤدي إلى إثارة ردود فعل متباينة بناءً على اختلاف فهم الناس للمفهوم وغاياته. كما أشار إلى أن هذا التصريح قد يتيح الفرصة لتأويلات قد تؤثر سلبًا على هوية المغرب التي خدمت على مدى سنوات طويلة. وأضاف أن الإسلام، في ظل المتغيرات الدولية الراهنة، أصبح أكثر حساسية وأقل تقبلًا للأفكار التي قد تمس جوهره، ما يتطلب الحذر في التعامل مع مثل هذه المفاهيم.
كما سلط المحمدي الضوء على أهمية العلمانية كفكر محايد في علاقة الدين بالدولة، مبرزًا أن المسلمين لا يرفضون العقل كمصدر للتوجيه، بل يعتبرون أن الدين يمنح معنى للوجود وحياة الإنسان. ودعا المحمدي إلى التنافس الشريف في الأخلاق بين العلمانيين والمتدينين، مؤكدًا أن هذه الحلبة هي التي يجب أن يتنافس فيها الجميع. واختتم حديثه بتأكيد أن معظم الدول الغربية قد تبنت العلمانية في سياستها العامة، مما يجعل من الضروري تبني مقاربة نقدية وفكرية لهذه الظاهرة لضمان مصلحة المجتمع.
29/11/2024