في ظل نقاشات عميقة حول مستقبل اليسار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، شدد خوسيه لويس ثباتيرو، الزعيم الاشتراكي ورئيس وزراء إسبانيا الأسبق، على ضرورة وجود “يسار مغربي قوي” لإثراء المنطقة. جاء ذلك في تصريحاته خلال ندوة دولية حول حاضره ومستقبله، نظمتها مؤسسة “فريديريش إيبرت” بالتعاون مع منتدى الفكر والمواطنة، في العاصمة المغربية الرباط. وقال ثباتيرو إن اليسار في إفريقيا والمنطقة المغاربية وأوروبا يحتاج إلى تنسيق عميق لإحداث تأثير فعال من خلال تبني قيم الإصلاحات والتنظيم المجتمعي.
وأردف ثباتيرو بأن اليسار لن يحظى بتأييد شعبي إذا ظل بلا رؤية طموحة تلبي تطلعات المواطنين في التغيير. وأكد أن قوة اليسار تعتمد على مصداقيته ورغبته في العمل من أجل المستضعفين، ومواجهة الأقوياء أصحاب السلطة، والمطالبة بحقوق الفئات المهمشة. واعتبر أن اليسار في حال توفر هذه القيم سيكون قادرًا على تجميع الدعم الاجتماعي والسياسي على نطاق واسع.
من جهة أخرى، تطرق ثباتيرو إلى التجربة الاشتراكية الإسبانية، حيث استعرض نجاحات الحزب الاشتراكي العمالي في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، وتقليص معدلات البطالة، وزيادة الأجور. وأشار إلى أن الحكومة اليسارية في إسبانيا ساهمت في إعادة توزيع الثروات وتعزيز التماسك الاجتماعي، وهو ما أثمر عن نتائج إيجابية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. في هذا السياق، حث ثباتيرو اليسار المغربي على أن يكون أكثر تناغمًا مع التغيرات الاجتماعية الحالية، وأن يسعى لتوحيد صفوفه ليصبح قوة مؤثرة في المجتمع.
04/12/2024