رغم التصريحات الرسمية التي تبشر بانتعاش واعد لقطاع السياحة في ورزازات، إلا أن الواقع يبرز صورة مغايرة تعكس تراجعات لافتة في الأرقام المسجلة. وفقًا لآخر معطيات “مرصد السياحة”، سجلت المدينة انخفاضًا بنسبة 20% في عدد السياح الوافدين خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إلى جانب تراجع بنسبة 11% في عدد الليالي السياحية. الخبير السياحي الزبير بوحوت أشار إلى أن هذا الانتعاش النسبي لا يزال بعيدًا عن تحقيق الاستدامة، خاصة عند مقارنته بعام 2022، الذي لا يعد سنة مرجعية بالنظر للتداعيات الاستثنائية التي شهدتها.
بوحوت أكد في حديثه لجريدة هسبريس أن التحديات الهيكلية وأزمات النقل الجوي تلقي بظلالها على آفاق القطاع السياحي في ورزازات. فرغم الجهود الوطنية لتعزيز السياحة، تعاني المدينة من نقص واضح في عدد الوافدين وليالي الإقامة. وأوضح أن ضعف الربط الجوي والبنية التحتية يعدان من أبرز المعيقات، مما يثير المخاوف حول قدرة ورزازات على استعادة مكانتها كواحدة من الوجهات الأكثر جذبًا في المملكة، لا سيما في مجالات السياحة الثقافية والسينمائية التي اشتهرت بها.
وختامًا، دعا بوحوت إلى تبني استراتيجيات محلية فعّالة تهدف إلى تعزيز الربط الجوي وتحسين وسائل النقل البري، إلى جانب تطوير البنية التحتية الفندقية وتوسيع العروض السياحية. كما شدد على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لإعادة تأهيل القطاع السياحي بالمدينة، مؤكدًا أن تحقيق النهضة السياحية يحتاج إلى إرادة سياسية قوية وخطط شاملة تتجاوز الحلول المؤقتة لتضمن مستقبلًا مستدامًا للسياحة في ورزازات.
06/12/2024