مع تزايد الحوادث المرورية بإقليم الدريوش ، ظهرت ظاهرة المطبات العشوائية كواحدة من المشكلات التي تهدد سلامة المواطنين وتعوق حركة السير، حيث أن هذه المطبات، التي يتم إنشاؤها بطرق عشوائية ودون مراعاة للقوانين والمواصفات التقنية، أصبحت مصدر خطر يومي على مستخدمي الطرقات في تلك المناطق.
ورصدت العديد من المطبات المصنوعة من الأسمنت في الطرقات الرابطة بين جماعات بودينار، وبني مرغنين، وتليليت، وتزاغين بإقليم الدريوش ، التي يفتقد أغلبها لأي معيار تقني معتمد ، والتي تركت دون رقابة أو ترخيص من الجهات المختصة، حيث ارتفاعها الغير المبرر وتصميمها العشوائي يؤديان إلى أضرار مباشرة في المركبات، مثل تلف المحركات والهيكل، ويزيدان من احتمالية وقوع حوادث خطيرة.
إضافة إلى ذلك، فإن مواقع هذه المطبات تزيد من تفاقم المشكلة، حيث وضعت بشكل عشوائي قرب المؤسسات التعليمية، الأسواق، والمساجد، ما يجعلها خطرا متزايدا على المارة والسائقين على حد سواء، خاصة في فترات الذروة، فهذه العشوائية تبرز ضعف الالتزام بالمعايير القانونية والتنظيمية الخاصة بالسلامة الطرقية.
سائقو سيارات الأجرة، الذين يعتبرون من أبرز مستخدمي هذه الطرقات، عبّروا عن استيائهم من الوضع. يقول أحد السائقين: “نواجه صعوبات يومية بسبب هذه المطبات التي تعطل سياراتنا وتزيد من تكاليف الصيانة. نشعر بالإهمال، وكأن حياتنا وسلامتنا ليست محل اهتمام أي جهة مسؤولة.”
هذا الشعور بالإحباط يعكس حجم التحديات التي تواجه السائقين، حيث تتسبب هذه المطبات في إرهاقهم وتعطيل أعمالهم، كما يشعر العديد منهم بـ”الحكرة”، نظراً لأن هذه الممارسات غير القانونية تضيف أعباء جديدة إلى معاناتهم اليومية.
لم تقتصر أضرار المطبات العشوائية على السائقين فقط، بل امتدت لتشمل حركة السير بشكل عام، فالزوار والمسافرون الذين يمرون عبر هذه المناطق يواجهون اضطرابات مرورية متكررة، مما يؤدي إلى تأخير رحلاتهم وزيادة تكاليف النقل.
علاوة على ذلك، فإن هذه الظاهرة تؤثر سلبا على النشاط السياحي في المنطقة، حيث تشكل المطبات العشوائية عقبة أمام الشاحنات والسيارات السياحية، مما ينعكس بشكل مباشر على سمعة المنطقة كوجهة سياحية.
06/12/2024