يعد كورنيش صباديا بالحسيمة من أبرز المعالم السياحية والمرافق العمومية بالمدينة، وواجهة حضارية تعكس الرؤية التنموية التي سطرتها المشاريع الملكية للنهوض بالمنطقة، غير أن هذا المعلم، الذي صرفت عليه ميزانية ضخمة من أموال الدولة وجيوب دافعي الضرائب، بات اليوم شاهداً على واقع الإهمال والتخريب الذي طال ممتلكاته، في ظل صمت السلطات الوصية ، وتجاهلها التام لمسؤولياتها.
وشهد الكورنيش في السنوات الأخيرة حالة من التدهور المتسارع، حيث تم تدمير وتخريب العديد من تجهيزاته، دون أن تُحرّك الجهات المسؤولة ساكنا، حيث في الماضي، كان الكورنيش نموذجا يحتذى به من حيث النظافة والتنظيم، مع وجود فرق خاصة بالصيانة والحراسة لضمان الحفاظ على رونقه وجماليته.
إلا أن هذا الوضع تغيّر تماما في ظل المجلس الجماعي الحالي، الذي يبدو أنه اختار موقع المتفرّج بدلاًمن اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ هذا المرفق الحيوي، ولم يقتصر الإهمال على المجلس الجماعي فحسب، بل يمتد ليشمل السلطات المحلية، التي يُفترض أن تكون العين الساهرة على حماية الممتلكات العامة وضمان حسن تدبيرها.
لكن الواقع يعكس عجزا واضحا عن اتخاذ أي إجراءات ملموسة، أو ربما تواطؤا ضمنيا مع هذا الوضع، خاصة عندما يتعلق الأمر بمرافق عمومية لا تدر أرباحا مباشرة كتلك المرتبطة بـ”الإسمنت والآجور”، وهو القطاع الذي يبدو أنه يحظى بالأولوية المطلقة.
كما أن الكورنيش ليس مجرد مرفق ترفيهي، بل جزء لا يتجزأ من مشروع ملكي ضخم يهدف إلى تعزيز جاذبية الحسيمة كوجهة سياحية رائدة على المستوى الوطني والدولي، ومع ذلك، فإن الإهمال الحالي يضرب بعرض الحائط هذه الجهود السامية ويضع المدينة في موقف محرج أمام سكانها وزوارها.
أشرف أشهبار :
07/12/2024