مليلية القديمة.. جوهرة البحر المتوسط المحصنة

تُعتبر “مليلة القديمة”، التي يطلق عليها سكان المدينة اسم “القرية”، إحدى أبرز القلاع التاريخية التي تقف شاهدة على قرون من الدفاع والحضارة في الساحل الشمالي لإفريقيا. يتميز هذا المعلم، المصنف كتراث ثقافي، بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الفن والتقاليد. تتألف القلعة من أربعة معاقل رئيسية، تفصلها الخنادق والجدران، مما يقدم للزوار رحلة استثنائية لاستكشاف التاريخ المعماري والثقافي لهذه المدينة.

تم بناء هذه المعاقل بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، مما حول المدينة القديمة إلى حصن مهيب. يضم المعقل الأول أبرز المنشآت الدفاعية مثل “خندق سانتياغو” وكنيسة “الطاهرة”، أقدم كنائس المدينة. أما المعقل الثاني، المعروف بـ”ساحة الأسلحة”، فقد كان أول نواة سكانية بعد وصول “بيدرو دي إستوبيانيان”، ويضم معالم بارزة مثل حصني “سان خوسيه” و”سان بيدرو”. بينما يتميز المعقل الثالث بوجود “برج العافية”، البرج الوحيد الباقي من العصر الوسيط. أما المعقل الرابع، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، فيضم “حصن النصر الكبير” الذي استخدم لتحديد حدود المدينة.

في عام 1953، تم إعلان “مليلية القديمة” نصبًا تاريخيًا وفنيًا، وتوسعت الحماية عام 1986 لتشمل أحياء أخرى مثل “التوسعة الحديثة”. اليوم، تتيح المدينة للزوار تجربة ثقافية غنية تشمل “مركز تفسير ميليليا القديمة”، الذي يقدم رؤية شاملة لتاريخ القلعة، ومتحف “إيبانيز” للفن الإسباني الحديث. كما يمكن استكشاف “كهوف كونفنتيكو”، التي استخدمت سابقًا كملاجئ ومخابز. تقدم ميليليا القديمة تجربة لا مثيل لها لمحبي التاريخ والثقافة في موقع يجمع بين الفن والتراث في أبهى صورة.