قرعت خدمة مرصد “كوبرنيكوس” التابع للاتحاد الأوروبي ناقوس خطر جديد، محذرةً من أن عام 2024 يسير بخطى متسارعة ليُسجَّل كالأكثر حرارة منذ بدء قياس درجات الحرارة. وأشارت البيانات الأولية التي شملت 11 شهرًا من هذا العام إلى أن شهر نوفمبر وحده كان ثاني أكثر الأشهر سخونة عالميًا، مما يعزز التوقعات بأن العالم يشهد تغيرات مناخية غير مسبوقة، ترتبط بارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري. المرصد لفت أيضًا إلى أن العام الحالي قد يكون الأول في التاريخ الذي يتجاوز فيه متوسط الحرارة العالمية عتبة +1.5 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية.
وأبرزت تلك التحذيرات في ظل نتائج مفاوضات شاقة شهدها مؤتمر الأطراف “كوب 29” المنعقد في أذربيجان، حيث اتفقت الدول المشاركة على زيادة التمويل لمواجهة آثار التغير المناخي، خصوصًا في الدول الفقيرة التي تعاني أضرارًا جسيمة من الاحترار العالمي. وأوضح المرصد أن درجات حرارة الهواء السطحية والمحيطات سجلت ارتفاعات قياسية، مع تفاقم الحالات المناخية المتطرفة في الأشهر الأخيرة من 2024 مقارنة بالعام السابق، ما ينذر بتداعيات بيئية مدمرة.
وفي هذا السياق، شدد خبراء المناخ، مثل الأستاذ محمد سعيد قروق، على أن البيانات الراهنة تبرز خطورة الوضع المناخي بشكل جلي، حيث يُعتبر تجاوز عتبة +1.5 درجة مئوية إنذارًا حاسمًا بضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات البيئية. من جانبه، أكد الناشط البيئي أيوب كرير أن العالم يشهد تسارعًا غير مسبوق في وتيرة الاحترار، لكنه يقابله تقاعس واضح في تنفيذ الالتزامات الدولية، مما يعمق الأزمات البيئية ويهدد بتدمير الأنظمة الحيوية. وأكد أن المغرب، بموقعه الجغرافي وتنوعه الإيكولوجي، ليس بمنأى عن هذه التحديات، حيث يعاني من تداخل الفصول ونقص المياه العذبة، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لمواجهة هذه الأزمات.
09/12/2024