يعتبر سجن صيدنايا في سوريا، الذي أطلق عليه السجناء السابقون لقب “المسلخ”، رمزًا للفظائع التي ارتكبها نظام الأسد. ويؤكد العديد من السجناء السابقين أنه لا يوجد بناء آخر في سوريا المدمرة يعكس حجم المعاناة التي عاشها المعتقلون كما يفعل هذا السجن. كان السجن شاهدًا على عمليات التعذيب والقتل التي نفذها ضباط من حكومة بشار الأسد في نطاق واسع للغاية، بينما كان والده حافظ الأسد يفرض الظروف القاسية على المعتقلين منذ عقود.
ومع الهجوم السريع للمعارضة المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، أُطلق سراح آلاف السجناء من صيدنايا، ليكشفوا عن الفظائع التي مروا بها. ويقدّر عمال الدفاع المدني من “الخوذ البيضاء” أن ما بين 20 إلى 50 ألف سجين قد تم إنقاذهم في يوم واحد من السجن الواقع شمال دمشق. ورغم ذلك، يعتقد أن عدد المعتقلين الذين مروا من هنا قد يصل إلى 150 ألف شخص، ولا يزال العديد منهم مفقودين حتى اليوم.
ومع سقوط نظام الأسد، بدأت تظهر المزيد من التفاصيل المروعة حول ما كان يحدث في صيدنايا. تشير التقديرات إلى أن ما بين 50 و100 شخص كان يُعدمون يوميًا ثم يُحرقون في الأفران. في هذا السياق، يواصل أفراد العائلات البحث عن أي أثر لمفقوديهم، بعد أن مضت سنوات أو حتى عقود على اختفائهم. وتروي بعض العائلات قصصًا من محاولات البحث المستمرة، في وقت يُقام فيه مراسم جنازات رمزية لأولئك الذين لا أمل في العثور عليهم.
11/12/2024