إقليم الحسيمة، بجمال طبيعته وتاريخه العريق، يحتاج إلى إجراءات عملية لدعم قطاع السياحة بدلًا من الترويج لشائعات متكررة مع اقتراب كل موسم سياحي. إذا كانت هناك رغبة حقيقية في تحقيق تنمية سياحية مستدامة، فإن توفير خطوط جوية جديدة هو إحدى أهم الأولويات.
– خطوط جوية جديدة تربط الحسيمة بالعالم
على الجهات المسؤولة اتخاذ خطوات عملية لتشجيع شركات الطيران على فتح خطوط جوية مباشرة نحو مدن أوروبية، خاصة المدن الإسبانية مثل برشلونة، ملقا، ومدريد، وكذلك مدن فرنسية وألمانيا. حتى وإن كانت بمعدل رحلة واحدة أسبوعيًا أو رحلتين شهريًا، فإن هذه المبادرة ستعود بالنفع على المنطقة من عدة جوانب:
— دعم الجالية المغربية في الخارج: تسهيل عودة أبناء الجالية إلى موطنهم الأصلي بشكل دوري.
— جذب السياح الأجانب: توفير طرق وصول مباشرة سيحفز السياح الأوروبيين على زيارة المنطقة.
تعزيز الاقتصاد المحلي: زيادة تدفق الزوار ينعكس إيجابًا على مختلف الأنشطة الاقتصادية، من فنادق ومطاعم وصولًا إلى القطاعات الحرفية والخدماتية.
— الإشاعات الموسمية: هل حان وقت المصداقية؟
كل صيف تتكرر نفس الإشاعات حول قرب فتح خطوط جوية جديدة تربط مطار الشريف الإدريسي بمدن أوروبية، وغالبًا ما يتم تقديم هذه الأخبار كأنها حقائق مؤكدة من مصادر مجهولة. ومع مرور أكثر من ثماني سنوات على تكرار نفس الأسلوب، يبدو أن هذه الوعود لا تتجاوز دغدغة مشاعر ريفيي الشتات وسكان الإقليم، دون أي خطوات ملموسة على أرض الواقع.
في عام 2016، صرح السيد “يافوز كارا”، المدير العام لشركة “أمال تورس”، بأن الشلل الذي يعرفه مطار بوكيدان في الرحلات الخارجية يعود إلى غياب الدعم الحكومي.وأ أشار في هذا الصدد إلى ضرورة فرض تسعيرة ورسوم موحدة على جميع المطارات المغربية لتشجيع المنافسة ورفع التهميش عن المنطقة. كما شدد على أهمية توفير تحفيزات لشركات الطيران بدلاً من فرض رسوم إضافية تُثقل كاهلها، ما يجعل الاستثمار في خطوط جديدة نحو الحسيمة أمرًا غير مشجع.
القطاع السياحي في الحسيمة يحتاج إلى أكثر من مجرد تصريحات إعلامية. المطلوب هو تدخل حكومي جاد لتهيئة الظروف المناسبة لشركات الطيران، وتحفيز المستثمرين، وخلق شبكة نقل جوي فعالة .
تربط المنطقة بأوروبا والعالم.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتخذ المسؤولون خطوة جادة لتحقيق ذلك، أم ستظل الحسيمة حبيسة الإهمال والإشاعات؟
رضوان السكاكي :
11/12/2024