اعتبر دومينيك ستراوس كان، وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي الأسبق، والمدير العام الأسبق لصندوق النقد الدولي، أن فرنسا في حاجة الآن للمغرب أكثر من حاجة المملكة إليها، مبرزا أن للأمر ارتباطا بالقارة الإفريقية بالأساس.
ستراوس كان، وفي تصريحات نقلتها صحيفة “لوبسيرفاتور” على هامش منتدى “أتلانتيك ديالوغز 2024” الذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط ما بين 12 و14 دجنبر الجاري، أن المغرب، من خلال دوره الاستراتيجي في إفريقيا ورؤيته المستقبلية “أصبح أكثر ضرورة لفرنسا من العكس”.
رجل الاقتصاد الذي كان وزيرا في عهدي الرئيسين فرانسوا ميتيران وجاك شيراك، شدد على أهمية المملكة في ديناميكية “الجنوب العالمي”، القادرة على تعزيز الحلول الجماعية لمواجهة التحديات العالمية، بينما تعزز التعاون بين الشمال والجنوب.
وركز ستراوس كان على أن “المغرب أكثر ضرورة لفرنسا من ضرورة فرنسا للمغرب”، وهي “حقيقة غاليا ما يتم تجاهلها”، وفق تصريحاته،ارتكازا إلى أنه في السياق الحالي أصبح المغرب حليفًا استراتيجيًا مهمًا لفرنسا، خاصة في إطار التعاون في إفريقيا.
وأورد السياسي الفرنسي أن باريس التي تبحث عن حلول مستدامة للتنمية والاستقرار في إفريقيا، تجد في المملكة شريكًا قويًا، فالمغرب، بموقعه الجغرافي ومشاريعه الكبيرة في القارة، يقع في قلب إفريقيا، إلى جانب دوره في حل الأزمات.
هذا الدور، المرتبط خاصة بالقضايا المتعلقة بتغير المناخ والهجرة، أصبح أمرًا لا يمكن تجاهله، وفق المتحدث نفسه، الذي اعتبر المغرب يعد حليفًا ثمينًا بالنسبة لفرنسا، وخاصة بفضل دوره المحوري في المنطقة وعلاقاته القوية مع القارة الإفريقية ككل.
وأورد ستراوس كان أن المغرب يعد لاعبًا لا غنى عنه لبناء “الجنوب العالمي”، مبرزا حقيقة أن المغرب، من خلال التزامه في إفريقيا ونجاحاته الاقتصادية والدبلوماسية، يلعب دورًا محوريًا في إنشاء هذه البنية الجيوسياسية الجديدة، موضحا أن المملكة، بفضل الملك محمد السادس، تمكنت من تأكيد مكانتها والظهور بشكل جديد، سواء في إفريقيا أو غيرها.
وساق المتحدث كمثال المبادرات المغربية في إفريقيا الفرنكوفونية، من خلال مشاريع صناعية ومصرفية، ما يظهر دولة تحافظ على علاقات قوية مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بينما تطور أيضا شراكات استراتيجية مع فاعلين آخرين، ومن هنا يفرض المغرب نفسه كشريك مفضل، وقادر على توحيد الجهود حول حلول مشتركة، وكحافز للاستقرار الإقليمي، وفق ستراوس كان.
متابعة :
14/12/2024