قال رئيس جماعة إيساكن بإقليم الحسيمة ، عبد السلام اليوسفي ، أن حياة آلاف المزارعين بعد إصدار الملك محمد السادس عفواً عن سجناء وملاحقين بتهمة زراعة نبتة القنب الهندي بطريقة غير قانونية في السابق ، إنقلبت رأسا على عقب ، وتحسنت بشكل كبير جدا .
لسنوات ، كان عبد السلام اليوسفي ونور الدين مضيان ، وآخرين ، يترافعون عن تقنين هذه الزراعة التي ورثتها الساكنة بدائرة كتامة عن أجدادها ، لدرجة أصبحت كثقافة مجتمع ، وخصوصا في منطقة “إيساكن” التي يدير مجلسها المحلي ، عبد السلام اليوسفي، والذي لم يكتف بذلك محلياً، بل حضر وناصر قضية المزارعين رفقة مضيان بمؤتمرات ولقاءات ومع مسؤولين مركزيين ووزراء .
رئيس جماعة إيساكن، وهو نائب برلماني سابق ، أكد أن أكثر من 300 ألف شخص كانوا ينشطون في زراعة القنب الهندي بشكل سري، أصبحوا اليوم يزرعونها بشكل قانوني وتحت أنظار السلطات، بعد أن قررت المملكة في 2021 تقنين هذه الزراعة للاستعمال الطبي والصناعي، وأخضتعها لشرط الحصول على ترخيص من “الوكالة الوطنية” .
لطالما ( يضيف عبد السلام اليوسفي ) كانت زراعة القنب الهندي منتشرة في شمال المغرب منذ قرون، لكن مُنعت بشكل قانوني منذ خمسينيات القرن الماضي ، رغم ذلك استمرت بطرق سرية حيث كان يتم تهريب منتجها النهائي إلى أوروبا بشكل أساسي ، وبسبب المنع القانوني دخل عدد من المزارعين إلى السجن وصدرت مذكرات بحث في حق آخرين.. لكن أصبح ذلك من الماضي.
خطوة تقنين هذه الزراعة قبل ثلاث سنوات كانت غير متوقعة، كما لم تكن موضوع اهتمام من قِبل المزارعين الذين كان همهم الأول الإفراج عن ذويهم وأقاربهم ( حسب اليوسفي ) … لكن صدور عفو ملكي نهاية ابصيف الماضي ، عن قرابة 5000 شخص من المدانين والمُلاحَقين بقضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي كان له أثر بالغ على نفوس المزارعين، وسكان دائرة كتامة التي تحوي 7 جماعات ترابية، بحسب اليوسفي ) مضيفاً : “لقد أزال ذلك ثقلاً كبيراً عن كاهل المئات من الأسر التي كان من يعيلها في السجن بسبب هذه الزراعة أو متخفياً عن الأنظار “.
وتشهد الجماعة الترابية أيساكن بإقليم الحسيمة ، نقلة تنموية ملحوظة خلال الفترة الأخيرة ، من خلال سلسلة من المشاريع الطموحة التي يجري تنفيذها على أرض الواقع، أو تلك المبرمجة مستقبلا والتي تم الإعلان عنها حديثا.
يقول ، الرئيس عبد السلام اليوسفي، إن مكونات المجلس الجماعي في إيساكن ، خلال السنوات الأخيرة، أبدت التزاماً قوياً بجلب مشاريع تنموية من خلال إقناع شركاء على المستوى المحلي، الجهوي، والوطني بالانخراط في هذه المشاريع، وكنتيجة؛ شهد الاستثمار العمومي تطوراً ملموسا في مختلف القطاعات الحيوية، ومن أبرز هذه المشاريع محور الاستثمارات التنموية الهادفة إلى تعزيز مختلف المجالات الحيوية بالمنطقة.
وضمن المشاريع التي تهدف الى تعزيز الصحة المحلية، تم الإعلان عن بناء مستشفى القرب بمركز المدينة ، ساهمت فيه الجماعة الترابية بالوعاء العقاري ، دار الأمومة ، دار الطالبة ، دار الشباب ، القضاء على نقط سوداء ، تزفيت شوارع وازقة المدينة ، إعادة هيكلة المؤسسات، والبنية التحتية، فتح طرقات جديدة ، وغيرها من المشاريع الحيوية المهمة …!
وطمح المجلس، يورد اليوسفي ، والذي يقوم على مقاربة متجددة ترتكز على منهجية أفقية وتناسق التدخلات العمومية إلى تحسين إطار عيش ساكنة الجماعة الترابية والعناية بفئة الشباب، من خلال إنجاز مشاريع موجهة لهذه الفئة من بينها بناء ملاعب للقرب ، ،والمرافق اللازمة.
15/12/2024