تشهد الساحة الدولية دعوات متزايدة لإصلاح مجلس الأمن ليواكب التغيرات الجيوسياسية العالمية، وتعد القارة الإفريقية من أبرز الأطراف المطالبة بتمثيل دائم داخل هذا المجلس، في ظل دورها المتنامي على الصعيد الدولي. المغرب، الذي يعد من الدول الأكثر تأثيرًا في المنطقة، يعبر عن موقفه الثابت في ضرورة منحه عضوية دائمة في مجلس الأمن، مستندًا إلى جملة من العوامل التي تعزز من مشروعية هذا المطلب، أبرزها دوره الفاعل في حفظ السلم والأمن الدوليين.
في تصريح له، أكد السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن المغرب يمتلك المؤهلات الضرورية لتمثيل إفريقيا في هذا المجلس، مشيرًا إلى أن المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، لعبت دورًا محوريًا في العديد من عمليات حفظ السلام العالمية، وهو ما يعزز من شرعية هذا الطلب. كما أضاف أن المعيار الأساسي للحصول على العضوية الدائمة هو المساهمة الفعلية في الأمن الدولي، وهو ما ينعكس من خلال مساهمات المغرب في مناطق النزاع.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي محمد شقير أن المغرب يتمتع بعوامل جيوسياسية متميزة، منها موقعه الاستراتيجي في شمال إفريقيا، الذي يجعله عنصر استقرار في مواجهة التحديات الإقليمية. وأضاف أن التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، الذي يمتد إلى المجالات الأمنية والعسكرية، يمنح المملكة دعمًا قويًا في مساعيها للحصول على العضوية الدائمة. في السياق ذاته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية، خالد شيات، أن المغرب يتمتع بسمعة قوية في مجال حفظ السلام الدولي وأنه يمتلك من التجربة السياسية ما يؤهله للتعامل مع التحديات، مما يعزز من موقفه في المطالبة بمقعد دائم في مجلس الأمن.
17/12/2024