انتقد الباحث عبد اللطيف أگنوش بشدة الأرقام التي أعلنتها المندوبية السامية للتخطيط بشأن نسبة البطالة ومستوى استعمال اللغة الأمازيغية في المغرب، متسائلاً عن المنهجية المتبعة في جمع هذه المعطيات. أگنوش عبّر عن استغرابه من الإعلان عن 21% كنسبة للبطالة، متسائلاً: “هل قامت المندوبية بمسح شامل على المنازل؟ أم أنها استندت إلى تقديرات غير دقيقة؟”. كما أشار إلى أن الإحصاءات المتعلقة بنسبة المتحدثين بالأمازيغية تثير تساؤلات مشابهة، منتقدًا الفهم السائد الذي يربط بين اللغة والهُوية العرقية.
وأضاف أگنوش أن الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع بدقة، مشيرًا إلى أن المندوبية لم تستفسر عن استخدام اللغة الأمازيغية لدى أفراد مجتمعه أو محيطه، ما يضع علامات استفهام حول مصداقية هذه الأرقام. كما اعتبر أن تقديم نسبة 25% كمتحدثين بالأمازيغية لا يعني بالضرورة أن 75% الآخرين عرب، واصفًا هذا الربط بأنه “غير منطقي ويفتقد للموضوعية”. وأوضح أن اللغة، بغض النظر عن مدى استعمالها، لا تحدد الهوية العرقية، داعيًا إلى الابتعاد عن تبسيط هذه القضايا المركبة.
في سياق متصل، تساءل أگنوش عن مدى دقة بيانات البطالة المعلنة، مشيرًا إلى غياب مؤسسات محلية قادرة على تقديم إحصاءات آنية وشاملة حول معدلات البطالة. كما شكك في تأثير برامج الدعم الحكومي على إجابات المواطنين، حيث قد يخفي البعض أوضاعهم المهنية خوفًا من فقدان الدعم. وختم بدعوة المسؤولين إلى تبني منهجية شفافة وواضحة في جمع الإحصاءات، محذرًا من استهانة المؤسسات بمطالب المواطنين في الحصول على أرقام دقيقة وموثوقة.
18/12/2024