يشهد ميناء بني انصار بالناظور منذ ثلاثة أيام سلسلة من الاحتجاجات التي يخوضها سائقو أكثر من 70 من شاحنات النقل الدولي، القادمين عبر رحلة بحرية من إسبانيا ، وذلك على خلفية ما وصفوه بـ”التقصير الإداري الممنهج” من طرف شركة “فيري ماروك” للنقل البحري ، حيث تأتي هذه الاحتجاجات في سياق تصاعد الغضب من الخروقات الإدارية التي تسببت في خسائر مادية كبيرة للمهنيين العاملين في هذا القطاع.
وكشف المحتجون عن مجموعة من التجاوزات الإدارية التي تورطت فيها شركة “فيري ماروك”، أبرزها فشلها في توفير وثائق أساسية لاستكمال إجراءات التعشير، ومغادرة الميناء ، وفي مقدمتها وثيقة Portnet Manifest الخاصة بالشركة، حيث تعد هذه الوثيقة عنصرا ضروريا في عملية التخليص الجمركي، ويؤدي غيابها إلى تأخير كبير في نقل البضائع، ما يترتب عليه تكبد السائقين وأرباب الشركات خسائر مادية معتبرة.
وأشار بعض المتضررين إلى أن غياب الوثائق المطلوبة لا يعكس فقط ضعف الأداء الإداري لشركة ( ferry Maroc ) ، بل يهدد أيضا استقرار النشاط التجاري في الميناء، الذي يعد بوابة حيوية للتجارة الدولية في الجهة الشرقية .
وواصل المحتجون وقفتهم الاحتجاجية داخل الميناء، صباح يومه الأربعاء 18 دجنبر الجاري، مطالبين الجهات الوصية بالتدخل الفوري لمحاسبة الشركة وتحميلها مسؤولية هذه التجاوزات، كما يطالبون بإيجاد حلول مستعجلة لضمان استئناف النشاط بشكل طبيعي وحماية حقوق المهنيين.
ورغم استمرار الاحتجاجات، لم تصدر شركة “فيري ماروك” أي بيان رسمي يوضح موقفها من هذه الاتهامات أو يحدد الإجراءات التي ستتخذها لمعالجة الوضع، حيث أن هذا الصمت أثار حفيظة المحتجين، الذين يؤكدون أن صبرهم بدأ ينفد، وأنهم قد يلجأون إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية إذا استمر تجاهل مطالبهم.
ويعد ميناء بني انصار شريانا اقتصاديا حيويا بالمنطقة، إلا أن المشاكل الإدارية واللوجستية، مثل تلك التي ظهرت مع شركة “فيري ماروك”، تهدد بتعطيل دوره المحوري في دعم الحركة التجارية والاقتصادية، وفي ظل تصاعد الاحتجاجات، يجد المسؤولون أنفسهم أمام اختبار صعب لتحقيق التوازن بين حماية مصالح المستثمرين والسهر على تحسين جودة الخدمات الإدارية في الميناء.
18/12/2024