دخول المغرب على خط الوساطة بين المجلس العسكري في النيجر والرئيس المعزول محمد بازوم يعكس استراتيجية المملكة في تعزيز دورها الدبلوماسي في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل التي تشهد اضطرابات متزايدة. هذا التحرك يُظهر رغبة المغرب في لعب دور رئيسي في حل النزاعات الإقليمية، مستفيدًا من مكانته المتنامية كطرف موثوق به في القضايا الإقليمية.
بحسب ما أوردته التقارير، فإن المغرب بدأ محادثات سرية مع المجلس العسكري، مع تقديم ضمانات وطمأنة الأطراف المعنية، بما في ذلك عرض استضافة محمد بازوم في الرباط. هذه الخطوة تسعى إلى كسر الجمود الذي واجهته قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة في التعامل مع هذا الملف.
تعزيز العلاقات المغربية-النيجيرية يتضح من مشاريع التعاون الاقتصادي، مثل افتتاح محطة توليد الكهرباء في نيامي ، هذه المشاريع ليست فقط استثمارًا اقتصاديًا، بل تحمل بعدًا استراتيجيًا يعكس رغبة المغرب في بناء شراكات قوية مع دول منطقة الساحل، خاصة تلك التي تمتلك حدودًا مباشرة مع الجزائر، في سياق التنافس الإقليمي.
الوساطة والمشاريع المشتركة تؤكد رغبة المغرب في أن يكون لاعبًا أساسيًا في المنطقة ، كما أن الحدود المشتركة بين النيجر والجزائر تجعل التقارب المغربي مع نيامي خطوة ذات أبعاد استراتيجية.
نجاح هذه الوساطة سيعزز صورة المغرب كدولة قادرة على إيجاد حلول سلمية للنزاعات، مما يرسخ مكانتها كقوة دبلوماسية صاعدة في إفريقيا ، في وقت تمثل هذه المبادرات رؤية شاملة للمغرب تسعى إلى بناء شراكات وتحقيق الاستقرار في المنطقة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز من حضور المملكة في الساحة الإفريقية.
18/12/2024