في ندوة صحفية عقدها اليوم الخميس 19 دجنبر الجاري بالرباط، وجه عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، انتقادات لاذعة إلى مشروع تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، الذي فازت به شركة مملوكة لعزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، حيث طالب بن كيران برفع الدعم المخصص لهذا المشروع، معتبرا أن القضية تحمل مؤشرات تضارب مصالح تضع نزاهة التدبير الحكومي على المحك.
وخلال الندوة، شدد بن كيران على ضرورة احترام قواعد الشفافية والنزاهة، خصوصا في القضايا التي تمس إدارة الشأن العام، كما أكد أن منح الصفقة لشركة تابعة لرئيس الحكومة يثير أسئلة عميقة حول تضارب المصالح، حيث قال: “على من يتولى رئاسة الحكومة أن يلتزم بأعلى معايير النزاهة، دون أن يورط نفسه أو أقاربه في مثل هذه القضايا”.
كما أشار بن كيران إلى أن إثارة موضوع تضارب المصالح في هذه الحكومة تعد سابقة، رغم أن المغرب سبق أن شهد تعيين رجال أعمال في منصب الوزير الأول، مثل إدريس جطو وكريم العمراني، دون أن يثار جدل مماثل في عهدهما.
وفي حديثه، تطرق بن كيران إلى ما وصفه بـ”غموض الدولة”، معتبرا أن تعقيد إدارة الشأن العام أحيانا يُستغل لتحقيق مصالح ضيقة، كما أضاف: “من الصعب على المواطن العادي استيعاب هذه الأمور، لكن من مسؤولية المسؤولين الحكوميين تجنب أي شبهة تضارب مصالح، حفاظا على ثقة الشعب”.
وفي لهجة حادة، دعا بن كيران أخنوش إلى اتخاذ موقف واضح تجاه هذا الملف، حيث قال: “إما أن يختار مواجهة الانتقادات وتقديم تبريرات مقنعة، أو أن يقدم استقالته، ويترك للمغرب فرصة التنفس خلال السنتين المتبقيتين من ولايته”.
ويعد مشروع تحلية مياه البحر بالدار البيضاء خطوة استراتيجية لمواجهة أزمة المياه المتفاقمة في المغرب، إلا أن الانتقادات الموجهة لطريقة منح الصفقة تزيد من تعقيد الوضع.، حيث يرى المراقبون أن المشروع، رغم أهميته، بات ملفا سياسيا بامتياز يستخدم لتسليط الضوء على ضرورة الحوكمة الرشيدة في إدارة المشاريع الكبرى.
19/12/2024