شهدت منطقة B12 بجماعة لعوينات التابعة لإقليم جرادة، يوم الخميس 19 دجنبر الجاري، حادثة مأساوية أخرى أودت بحياة أحد العمال في انهيار بئر لاستخراج الفحم الحجري، المعروف محليًا بـ”الساندريات”، حيث أن الحادثة أعادت فتح الجرح الغائر في جسد المدينة، التي لا تزال تعاني من تكرار مثل هذه الكوارث في ظل غياب حلول اقتصادية حقيقية توفر بدائل كريمة للشباب الطموح.
وتشكل “الساندريات” شريان حياة اقتصاديا لعدد من الأسر بجرادة، لكنها في المقابل تمثل مصدر خطر دائم على أرواح الشباب الذين يغامرون بحياتهم يوميا لاستخراج الفحم الحجري في ظروف عمل قاسية وغير آمنة، الحادثة الأخيرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ما لم تتخذ إجراءات جذرية لمعالجة الأسباب الهيكلية التي تؤدي إلى مثل هذه الفواجع.
فمنذ سنوات، تعاني مدينة جرادة من أزمة اقتصادية خانقة عقب إغلاق مناجم الفحم الرسمية، حيث بات السكان مضطرين للعمل في “الساندريات” كمصدر رزق وحيد، على الرغم من مخاطره المميتة، فرغم الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المنطقة سابقًا، والتي طالبت بتوفير بدائل اقتصادية حقيقية وتنموية، لم يتم تحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع.
الحادثة التي وقعت يوم الخميس أسفرت عن وفاة العامل داخل البئر المنهار، فيما تتحدث مصادر محلية عن ضعف الإمكانيات المستخدمة في عمليات الإنقاذ والإغاثة، حيث ان المشهد يعكس هشاشة البنية التحتية في مواجهة مثل هذه الكوارث، ويطرح تساؤلات عن دور الجهات المسؤولة في حماية أرواح الشباب العاملين بهذه الظروف الخطيرة.
19/12/2024