أكد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، أن الوكالة واصلت، خلال سنة 2024، عملها الميداني في مدينة القدس، رغم الصعوبات الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المدينة، وجاء ذلك خلال ندوة صحفية عُقدت بالرباط لتقديم حصيلة إنجازات الوكالة لهذا العام، حيث أشار الشرقاوي إلى أن الوكالة تمكنت من الوفاء بالتزاماتها بميزانية بلغت 4.2 مليون دولار أمريكي.
وكشف الشرقاوي أن 35% من ميزانية المشاريع صُرفت لدعم قطاعات المساعدة الاجتماعية والتنمية البشرية، بهدف التخفيف من آثار تسريح العمال العرب، وصعوبة حركة البضائع والأشخاص بسبب الإغلاقات، حيث أكد أن الوضع الاقتصادي في المدينة تأثر سلباً نتيجة تداعيات الحرب على غزة، مما زاد من الحاجة إلى تدخلات اجتماعية وإنسانية عاجلة.
وتوقعت الوكالة ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية والتعليمية، خاصة مع احتمال فتح المعابر واحتياج سكان غزة إلى العلاج أو استكمال الدراسة في القدس والضفة الغربية، كما دعت إلى إقرار خطة إنعاش لقطاعات التجارة والسياحة والبناء والزراعة للحد من البطالة وتخفيف الأعباء عن السكان.
وأشاد الشرقاوي بالدعم المغربي الذي شكل عماد تمويل الوكالة منذ توقف مساهمات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عام 2011، حيث بلغت مساهمة المملكة هذا العام نحو 7 ملايين دولار، مما مكن الوكالة من تنفيذ مشاريعها دون اقتطاعات إدارية، حيث تتحمل الدولة المغربية كافة نفقات التسيير.
وأعلن الشرقاوي أن الوكالة ستواصل جهودها لتنويع مصادر تمويلها، وتطوير إدارتها ضمن استراتيجية رقمية للفترة 2024-2027، مع الالتزام بمقاييس الجودة العالمية، بعد حصولها على شهادتي ISO في إدارة أمن المعلومات والبيئة.
تجسد إنجازات الوكالة، رغم التحديات، التفاف المغاربة حول مؤسسة تعمل على حماية القدس ورمزيتها الحضارية والدينية، وتكرس رؤية جلالة الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس، الذي جعل القضية الفلسطينية محوراً أساسياً في خطبه ورسائله.
25/12/2024