يعاني المغاربة القاطنون بسبتة المحتلة من تحديات متزايدة تتعلق بعملية دفن موتاهم، خاصة مع المشكلات التي ظهرت أثناء توسيع مقبرة سيدي امبارك، حيث تم العثور على مواد غير متوقعة أدت إلى تأخير كبير في تنفيذ المشروع وارتفاع ملحوظ في تكاليفه.
العمل في المقبرة، الذي كان ضروريًا لتلبية احتياجات السكان، تعرض لعوائق غير متوقعة دفعت السلطات إلى البحث عن حلول عاجلة. تم اتخاذ خطوة حاسمة من خلال توقيع مرسوم طارئ مدعوم بتقارير فنية، لبدء العمل في قطعة أرض بديلة قريبة يُعتقد أنها خالية من هذه العوائق وتوفر المساحة الكافية للتوسعة.
هذا الأسبوع، استكملت مندوبية الصحة الإجراءات لإعطاء الضوء الأخضر للتدخل الجديد، بهدف حل المشكلة المتزايدة. وقد أشارت التقارير إلى أن المساحة المتبقية للدفن في المقبرة الحالية لا تتجاوز 95 قبرًا جاهزًا، إضافة إلى 8 قبور مخصصة لحالات الطوارئ، مما يجعل العدد الإجمالي حوالي 100 قبر فقط.
احتياجات المغاربة القاطنيين المتزايدة مع معدل الوفيات الحالي، تشير التقديرات إلى أن المساحة المتاحة ستكفي حتى الصيف فقط، أي لمدة تتراوح بين 5 إلى 6 أشهر. وبهذا، بات من الضروري العمل بشكل سريع لتوفير مساحات دفن جديدة تلبي احتياجات السكان، خاصة المغاربة المسلمين، الذين يحتاجون إلى دفن موتاهم وفقًا للشريعة الإسلامية.
بدأت المرحلة الثانية من توسيع مقبرة سيدي امبارك في يونيو الماضي، لكنها واجهت تأخيرات بسبب طبيعة الأرض، وظهور مواد غير متوقعة تحتاج إلى فحص شامل لضمان أمان المشروع. هذه المهمة تُنفذ من قبل جهات متخصصة لضمان استمرار العمل دون مشاكل إضافية.
تقدر تكلفة التوسعة الثانية للمقبرة بمبلغ 1.5 مليون يورو، وتهدف إلى إنشاء 460 قبرًا جديدًا موزعة بطريقة منظمة تشمل مساحات خضراء وأماكن للجلوس، إلى جانب تصميم مميز يعكس الطابع الثقافي والديني للمنطقة.
تشكل هذه التوسعة أهمية بالغة للمغاربة القاطنين بسبتة، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من سكان المدينة. ويعكس هذا المشروع التزام السلطات بتوفير احتياجاتهم الأساسية، خاصة فيما يتعلق بالدفن وفقًا لتقاليدهم وقيمهم الدينية.
26/12/2024