عمر الهلالي يُعد نموذجًا ملهمًا للاعبين الشباب الذين يعيشون في الاغتراب، حيث يُظهر كيف يمكن للجذور والانتماء أن يكونا دافعًا قويًا لاتخاذ قرارات مصيرية في مسيرتهم الرياضية. قراره بتمثيل المنتخب المغربي بدلاً من المنتخب الإسباني يعكس التزامًا بقيمه العائلية وثقافته الأصيلة، وهو ما أكده في حديثه عن رغبته في إسعاد والديه وتحقيق فخرهما.
الهلالي، الذي برز بشكل لافت مع فريق إسبانيول هذا الموسم، يُعتبر من بين أبرز المواهب الصاعدة في الدوري الإسباني، حيث أظهر مهارات دفاعية وهجومية جعلته محط أنظار العديد من متابعي الكرة الإسبانية. ومع ذلك، فإن حلمه الأكبر لا يزال مرتبطًا بارتداء قميص “أسود الأطلس”، في خطوة يأمل أن تتحقق قريبًا مع المنتخب المغربي الأول تحت قيادة المدرب وليد الركراكي.
التوازن الذي أظهره الهلالي بين اعتزازه بجذوره المغربية واحترامه للدولة الإسبانية التي نشأ فيها يُبرز نضجه وشخصيته المتزنة. فهو لا يرى أي تعارض بين هويته الوطنية والمكان الذي احتضنه ومنحه الفرصة للنمو والتطور. بل يشدد على الامتنان لإسبانيا، التي وفرت له ولعائلته بيئة إيجابية وداعمة.
بتمثيله للفئات السنية للمنتخب المغربي سابقًا، واستمراره في تقديم أداء قوي، يبدو أن دعوته للمنتخب الأول ليست سوى مسألة وقت. ومن المؤكد أن روحه القتالية وشغفه سيبقيانه ضمن دائرة الضوء، ليصبح يومًا ما أحد الركائز المهمة في صفوف “أسود الأطلس”.
27/12/2024