في حادثة هزت الرأي العام المغربي، تمكنت عناصر الدرك الملكي من تحرير 19 شخصاً من داخل ضيعة فلاحية في منطقة العطاوية، قرب مدينة قلعة السراغنة. هؤلاء الضحايا، الذين كانوا يعانون من إدمان المخدرات واضطرابات عقلية ونفسية، وقعوا فريسة لشبكة إجرامية تتكون من أب وابنه، استغلوا ظروفهم الصحية والإنسانية.
وفقاً للتحقيقات الأولية، كان الأب وابنه يستخدمان ممرضاً مزيفاً لإقناع العائلات بأن الضحايا سيتلقون العلاج في الضيعة. ومع وصول المرضى، كانوا يُجبَرون على القيام بأعمال شاقة في ظروف لا إنسانية، مقابل وجبات غذائية محدودة ومبالغ زهيدة، مع عدم توفر أي وسائل الراحة أو الرعاية الصحية.
عند مداهمة المكان، كشفت السلطات عن أجواء كارثية يعيش فيها المحتجزون، من أفرشة قديمة وغير صحية، إلى بيئة عمل شاقة وغير آمنة. هذه الظروف تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتكشف عن الجشع الذي أعمى هذه العصابة عن أدنى درجات الإنسانية.
جاء تدخل الدرك الملكي بعد تلقي شكايات من أسر الضحايا، الذين بدأوا يشكون في الأسلوب العلاجي المزعوم. تم إحالة المتورطين إلى النيابة العامة للتحقيق في الجرائم التي تشمل الاحتجاز القسري، الاستغلال غير القانوني، وانتهاك حقوق الضحايا.
بعد تحريرهم، نُقل الضحايا إلى المستشفى الإقليمي بقلعة السراغنة لتلقي الرعاية الطبية والنفسية. السلطات المحلية تعمل حالياً على تقديم الدعم اللازم لهم وإعادة تأهيلهم لدمجهم مجدداً في المجتمع
تسلط هذه الواقعة الضوء على مخاطر ترك الضحايا، خصوصاً المدمنين والمرضى النفسيين، في أيدي أشخاص يدعون تقديم العلاج دون تأكد من مؤهلاتهم. الحادثة تدعو إلى تعزيز الرقابة على الأماكن التي تقدم خدمات علاجية لضمان سلامة وكرامة الأفراد.
27/12/2024