تحقيق مستقل مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية: اتهامات بالتحرش الجنسي وتداعيات سياسية
في نونبر 2024، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية عن فتح تحقيق خارجي مستقل في مزاعم سوء السلوك الجنسي الموجهة ضد مدعيها العام، كريم خان. جاء هذا الإعلان بعد اتهامات بالتحرش الجنسي من قبل زميلة سابقة لخان، وهو ما نفاه بشدة، معتبرًا إياه جزءًا من “حملة تشويه” تستهدفه.
تزامنت هذه التطورات مع إصدار المحكمة مذكرات اعتقال بحق شخصيات إسرائيلية بارزة، من بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع الأخير في غزة. أثارت هذه المذكرات ردود فعل واسعة؛ حيث وصف نتنياهو القرار بأنه “معادٍ للسامية”، بينما اعتبره مسؤولون إسرائيليون آخرون استهدافًا لقيادات منتخبة ديمقراطيًا.
من جانبها، أكدت المحكمة الجنائية الدولية أن التحقيق مع خان يهدف إلى ضمان الشفافية والمساءلة داخل المؤسسة، مشددة على أهمية استقلالية العملية القضائية بعيدًا عن أي تأثيرات سياسية. في هذا السياق، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الدول الأعضاء إلى احترام قرارات المحكمة وعدم التعامل بانتقائية معها، مؤكدًا أن المحكمة هي السبيل لتحقيق العدالة العالمية وليست هيئة سياسية.
تُسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات التي تواجهها المحكمة الجنائية الدولية في سعيها لتحقيق العدالة الدولية، خاصة عندما تتداخل القضايا القانونية مع الاعتبارات السياسية. يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تأثير هذه التطورات على مصداقية المحكمة ودورها المستقبلي في محاسبة مرتكبي الجرائم الدولية.
27/12/2024