في تحقيق مروع، كشف الحرس المدني الإسباني عن تفاصيل رحلة مأساوية لمهاجرين غير شرعيين نحو جزر الكناري، حيث تعرّضوا لانتهاكات جسيمة على يد المهرّبين، وأفادت التقارير بأن أربعة مهاجرين أُلقوا في المحيط، بينما تعرّض آخر للطعن، مما أدى إلى وفاتهم، تعد هذه الحوادث جزءا من سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر طرق بحرية خطرة.
وفي إطار التحقيقات، توجهت السلطات الإسبانية إلى بلدة في السنغال لإبلاغ عائلات الضحايا بالخبر المأساوي، في خطوة تعكس البعد الإنساني للمأساة وتأثيرها العميق على المجتمعات المحلية في دول المصدر، ويُذكر أن طريق الهجرة نحو جزر الكناري شهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد المهاجرين خلال عام 2024، مما جعله من أكثر الأعوام دموية منذ بدء تسجيل البيانات بهذا الخصوص.
وتُسلّط هذه الحوادث الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها المهاجرون، بما في ذلك الاستغلال والعنف من قبل المهرّبين، بالإضافة إلى التحديات البيئية المتمثلة في عبور المحيط الأطلسي. كما تبرز الحاجة الملحّة لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة شبكات التهريب وحماية حقوق المهاجرين، وضمان توفير مسارات هجرة آمنة وقانونية.
وفي هذا السياق، فتحت محاكم في جزر الكناري تحقيقات في سوء المعاملة والانتهاكات في مراكز استقبال المهاجرين القصر في الأرخبيل، حيث تم تقديم أربع قضايا للمحققين، كما يجري التحقيق مع خمسة موظفين في مركز للقاصرين المهاجرين في جزيرة لانزورات، لإرغامهم على ارتكاب أعمال تخريب بهدف “زعزعة النظام العام”.
تُعدّ هذه المآسي تذكيرا صارخا بالحاجة إلى معالجة جذور الهجرة غير الشرعية، من خلال تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في دول المصدر، وتوفير فرص عمل وتعليم تسهم في تقليل دوافع الهجرة، كما يجب تعزيز الجهود الإنسانية لإنقاذ الأرواح في البحر وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمهاجرين الناجين.
29/12/2024