في خطوة لافتة وغير معلنة رسميا، يجري الملك محمد السادس زيارة خاصة إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اللقاء تركز على تعزيز التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية بين الرباط وأبوظبي، إلا أن ما أثار الاهتمام هو وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الإمارات في زيارة مشابهة، ما يفتح الباب أمام تكهنات حول احتمالية عقد قمة ثلاثية.
وتزامن وجود العاهل المغربي والرئيس الموريتاني في الإمارات يشير، وفق مراقبين، إلى بوادر تحول كبير في مسار العلاقات بين الرباط ونواكشوط، فاللقاءات المتوقعة قد تشمل مناقشة شراكة اقتصادية كبرى تربط البلدين بدعم إماراتي، وهو ما قد يعزز مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي اتفقت نواكشوط على الانضمام إليه مؤخرًا.
التقارب الأخير بين المغرب وموريتانيا يعكس تحولات جيوسياسية قد تكون حاسمة، حيث يُتوقع أن تُفضي هذه الخطوات إلى تبني نواكشوط موقفًا مؤيدًا للوحدة الترابية للمغرب، في خطوة تُنهي عقودًا من العلاقات المتذبذبة بين البلدين تحت تأثير ضغوط إقليمية، أبرزها الجزائر.
رغم غياب التصريحات الرسمية، فإن اللقاءات الثنائية، سواء في أبوظبي أو في الرباط سابقًا، تؤكد سعي القادة إلى رسم ملامح شراكات استراتيجية جديدة، فهذه التحركات لا تحمل فقط أبعادًا اقتصادية، بل قد تؤسس لتحالف إقليمي جديد، يُعيد صياغة موازين القوى في المنطقة.
وسوف ترسم زيارة الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني إلى الإمارات مشهدًا سياسيًا إقليميًا متغيرًا، عنوانه تعزيز الشراكات وبناء تقارب بين الأطراف بما يخدم المصالح المشتركة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون على أكثر من صعيد ، مما سيتيح لموريتانيا بتسلق التنمية وتحسين وضعها الاقتصادي .
30/12/2024