في يوم 11 شتنبر من هذا العام الذي نودعه، نظمت دقيقة صمت أمام مبنى البلدية في سبتة المحتلة لتكريم أرواح المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في محاولاتهم لعبور الحدود ، في حين رأت الطبقة السياسية أن هذه اللفتة تحمل رسالة إنسانية، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، حيث وصفها الفاعلون الحقوقيون بأنها مجرد تسويق للألم واستعراض بلا جدوى
القصص المأساوية لا تزال مستمرة. الطفل محمد، الذي عُثر على جثته قرب منطقة “ديسناريغادو”، كان مثالًا على إهمال صارخ ، تم دفنه كـ”ذكر مجهول الهوية” بسبب غياب المنشآت التي تتيح الاحتفاظ بالجثث لفترة كافية للتعرف على هويات الضحايا وإبلاغ عائلاتهم.
الحوادث المماثلة تتكرر، كما حدث مع أحمد وفيصل، اللذين وُجدت جثتاهما في يوم واحد، في حين انشغل البعض بالاحتفال بـ”اليانصيب الكبرى”. هذه الوفيات لا تُذكر سوى كأرقام بلا قصص، تُستخدم فقط لترويج الصور وصنع الأخبار، دون أي اهتمام حقيقي بإيجاد حلول جذرية.
تقول كارمن إشاري، فاعلة حقوقية: “لا أتوقع تغييرًا في عام 2025 لأن هذه المآسي لا تهم أحدًا حقًا. الموتى لا يجدون إلا التجاهل، وتبقى معاناتهم مجرد فرصة لترويج الصور والدعاية السياسية”.
الوصف الأكثر دقة للوضع هو “نفاق الحدود الجنوبية”، وفق تصريح كارمن حيث يتم التغاضي عن الأرواح المفقودة لصالح الاستعراض الإعلامي، في حين يستمر البحر في ابتلاع ضحاياه دون أن يتحرك أحد لإنقاذ من تبقى.
31/12/2024