مع بداية العام الجديد، توقفت إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، بعد انتهاء العقد المبرم بين شركة “غازبروم” الروسية و”نفتوغاز” الأوكرانية، والذي استمر لمدة خمس سنوات، حيث ان هذا التوقف جاء نتيجة رفض كييف تجديد الاتفاقية، مما يجعل تركيا الآن الممر الوحيد المتبقي لنقل الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية عبر خط “التيار البلقاني”.
ويتوقع أن يؤدي هذا الانقطاع إلى حرمان السوق الأوروبية من نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، مما يضع تحديات جديدة أمام دول الاتحاد الأوروبي في تأمين احتياجاتها الطاقوية، وقد بدأت بعض الدول، مثل النمسا، في البحث عن مصادر بديلة للغاز، بما في ذلك الاعتماد على الإمدادات من ألمانيا وإيطاليا وهولندا.
وفي مولدوفا، تأثرت منطقة ترانسنيستريا الانفصالية بشكل مباشر بهذا التطور، حيث توقفت إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل بعد انقطاع الغاز الروسي، وأفادت شركة “تيراستبلو إنيرغو” المحلية للطاقة بأن المستشفيات وبعض المرافق الحيوية ستستمر في الحصول على التدفئة، بينما ينصح السكان باتخاذ تدابير احترازية لمواجهة البرد القارس.
وتتهم مولدوفا روسيا باستخدام الطاقة كسلاح سياسي للضغط على الدول المجاورة، وهو ما تنفيه موسكو، مؤكدة أن الأمر يتعلق بمسائل ديون ومستحقات مالية، فهذا النزاع يُبرز التحديات المرتبطة بأمن الطاقة في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة.
ومع تزايد الضغوط، تسعى الدول الأوروبية إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، وقد بدأت بالفعل في تعزيز استثماراتها في الطاقة المتجددة والبحث عن موردين جدد لتلبية احتياجاتها وضمان استقرار إمدادات الطاقة لمواطنيها.
وقد يُعد توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا حدثًا محوريًا يُلقي بظلاله على المشهد الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة. ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال حول كيفية تحقيق توازن بين المصالح السياسية والاحتياجات الإنسانية الملحة.
01/01/2025