kawalisrif@hotmail.com

قيادي إقطاعي وقيادي ثاني نضالي … الشريف وابن الفقيه : جدلية الزعامة والمقاومة في شمال المغرب

في مطلع القرن العشرين، شكّلت منطقة شمال المغرب ساحةً لعدد من الشخصيات البارزة التي قادت النضال السياسي والعسكري ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي. من بين هؤلاء القادة، برزت شخصيتان تميزتا بتأثيرهما العميق وأدوارهما المتناقضة أحيانًا: الشريف أحمد الريسوني و الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي. رغم أوجه التشابه الكبيرة بينهما، كانت هناك اختلافات جوهرية شكلت ملامح تجربتهما القيادية ومآلهما النهائي.

–تحليل أوجه التشابه

تجربة السجن والتعاون مع العدو: كلا الرجلين عاشا فترات متقلبة تميزت بالتعاون المؤقت مع الاستعمار، تارة بهدف تحقيق مكاسب سياسية، وتارة أخرى كاستراتيجية تكتيكية لكسب الوقت قبل الدخول في مواجهات دامية.

الصراع مع السلطة المركزية: عارض كل من الريسوني والخطابي السلطان والخليفة، مما جعل صراعهما مزدوجًا ضد الاحتلال وضد السلطة المركزية في المغرب.

الخسائر الشخصية: تعرض كلاهما لخسائر فادحة على المستوى الشخصي، حيث أحرقت منازلهما، وأُخذ أفراد من عائلاتهما كرهائن.

التباين بين القيادتين

1. الأسس الاجتماعية والدينية:

الريسوني كان شريفًا يتمتع بمكانة دينية وروحية نابعة من نسبه النبوي، مما أكسبه احترامًا تقليديًا في المجتمع المغربي.

الخطابي، رغم مكانته كابن فقيه، لم ينتمِ إلى الطبقة الدينية الحاكمة، ولكنه صنع مجده بفضل تعليمه واجتهاده الشخصي.

2. أسلوب القيادة والنضال:

الريسوني كان أقرب إلى زعيم إقطاعي، يستخدم النفوذ القبلي والديني لفرض سلطته.

الخطابي اعتمد على التنظيم الحديث، ساعيًا إلى بناء حركة تحررية تستهدف استقلال المغرب وتحديث مؤسساته.

انتهت مسيرة الريسوني في الأسر على يد الخطابي نفسه، حيث توفي عام 1925.

الخطابي استمر في النضال حتى بعد استسلامه، ليصبح رمزًا لحركات التحرر الوطني في العالم، وخلد اسمه كأحد أعظم قادة المقاومة في القرن العشرين.

رغم الاختلافات الجوهرية بين الشريف أحمد الريسوني ومحمد بن عبد الكريم الخطابي، فإنهما شكّلا معًا جزءًا محوريًا من تاريخ المقاومة المغربية ضد الاستعمار. كانت حياة كل منهما انعكاسًا للتحديات والتحولات التي شهدها المغرب في تلك الحقبة. وبينما يتذكر المغاربة الخطابي كرائد للاستقلال الوطني، يظل الريسوني شخصية مثيرة للجدل تمثل النضال التقليدي ضد الهيمنة الأجنبية.

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف كان يمكن لتاريخ المغرب أن يتغير لو اتحد هذان الزعيمان بدلًا من أن يتصارعا؟

01/01/2025

مقالات ذات الصلة

18 يناير 2025

دياز قد يحط في البايرن أو ليفربول

18 يناير 2025

الحكومة الإسبانية تخصص مليارين و 700 مليون سنتيم لإصلاح مستشفى بطنجة

18 يناير 2025

عملية جمع الأزبال المتراكمة يشرف عليها قائد جماعة إعزانن قبل زيارة عامل الناظور

18 يناير 2025

رغم هزيمته في الإنتخابات الأخيرة … حزب “ڤوكس” يواصل استخدام المغرب لأغراض انتخابية وسياسية

18 يناير 2025

حزب الاستقلال بالحسيمة ينظم لقاءا بجماعة إيساكن بمناسبة ذكرى المطالبة بالاستقلال

18 يناير 2025

تكاتف الموانئ الإسبانية لمواجهة المنافسة المغربية والأوروبية

18 يناير 2025

السردين يطير فوق قدرة البسطاء في الأسواق المغربية

18 يناير 2025

نفاذ عدادات الماء والكهرباء يُثير قلق المواطنين بعد تفعيل الشركات الجهوية

18 يناير 2025

وفد أندلسي يستكشف الصحراء المغربية في رحلة لتعزيز التعاون السياحي

18 يناير 2025

أعلاها بالحاجب وأقلها في الناظور … تفاصيل التساقطات المطرية خلال اليوم الأخير بالمغرب

18 يناير 2025

فتح الحدود المغربية-الجزائرية إستثناءا لعبور 36 معتقلا

18 يناير 2025

قالت لتاجر : “جمع عليا هاد لقلاوي” … حادثة جديدة لقالدة بوجدة تثير الاستنكار !

18 يناير 2025

مليلية : معهد روسادير يحتفل برأس السنة الأمازيغية ببرنامج متعدد الثقافات

18 يناير 2025

مصر تستعد لإعادة فتح معبر رفح وزيادة المساعدات لغزة

18 يناير 2025

المنصوري: الأصالة والمعاصرة سيتصدر الانتخابات القادمة ويطيح بحزب التجمع الوطني للأحرار